@ 392 @ | | ! 2 < وضرب الله مثلا > 2 ! للنفس المستعدة ، القابلة الصافية عن الكدورات ، المستفيدة | من فيض القلب ، الثابتة في طريق اكتساب الفضائل ، الآمنة من خوف فواتها وفنائها ، | المطمئنة باعتقادها ! 2 < يأتيها رزقها رغدا > 2 ! من العلوم النافعة والفضائل الحميدة والأنوار | الشريفة ^ ( من كان مكان ) ^ أي : من جميع جهات الطرق البدنية كالحواس الممتارة إياها | قوت العلوم الجزئية ، والجوارح ، والآلات التي تطاوعها في الأعمال الجميلة ، وتمرين | الفضيلة إذا كانت منقادة للقلب مطواعة له ، قابلة لفيضه ، باقية على معتقدها من الحق | تقليداً . ومن جهة القلب كإمداد الأنوار ، وهيئات الفضائل ، فظهرت بصفاتها بطراً | وإعجاباً بزينتها وكمالها . ونظراً إلى ذاتها ببهجتها وبهائها فاحتجبت بصفاتها الظلمانية | عن تلك الأنوار ومالت إلى الأمور السفلية من زخارف الدنيا واللذات الحسية وانقطع | إمداد القلب عنها ، وانقلبت المعاني الواردة إليها من طريق الحس هيئات غاسقة من | صور المحسوسات التي انجذبت إليها ! 2 < فأذاقها الله لباس الجوع والخوف > 2 ! بانقطاع | مدد المعاني والفضائل والأنوار من القلب والخوف من زوال مقتنياتها من الشهوات | والمألوفات الحسية والمشتهيات ! 2 < بما كانوا يصنعون > 2 ! من كفران نعم الله باستعمالها | في طلب اللذات الحسية والزخارف الدنيوية ولظهورها بصفاتها وإعجابها بكمالاتها | وركونها إلى الدنيا ولذاتها واستيلائها على القلب بهيئاتها وأفعالها وحجب صاحبها عن | نوره ومدده بطلب شهواتها ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ' نعوذ بالله من | الضلال بعد الهدى ' بقرية صفتها ما ذكر . | | ! 2 < ولقد جاءهم رسول منهم > 2 ! أي : من جنسهم وهي القوة الفكرية التي هي من | جملة قوى النفس بالمعاني المعقولة والآراء الصادقة ! 2 < فكذبوه > 2 ! بعدم التأثر بها | والانقياد لأوامرها ونواهيها العقلية والشرعية وترك العمل بمقتضاها وقلة المبالاة بها ، | ولم يرفعوا بها رأسا عن الانهماك فيما هم عليه ! 2 < فأخذهم > 2 ! عذاب الاحتجاب والحرمان عن | لذة الكمال في حالة ظلمهم وزيغهم عن طريق الفضيلة ونقصهم لحقوق صاحبهم . |