@ 391 @ | فطرته في الأصل وكون النور ذاتياً له بحسب الفطرة ، والكفر والاحتجاب إنما عرض | بمقتضى النشأة . وقد زال الحجاب العارضي . ! 2 < ولكن من شرح بالكفر صدرا > 2 ! أي : | طاب به نفساً ورضي واطمأن لكونه مستقره مأواه الأصلي ! 2 < فعليهم غضب > 2 ! عظيم ، | أي : غضب ! 2 < من الله ولهم عذاب عظيم > 2 ! لاحتجابهم عن جميع مراتب الأنوار من | الأفعال والصفات والذات ، فما أغلظ حجابهم وما أعظم عذابهم . | | ! 2 < ذلك > 2 ! أي : انشراح الصدر بالكفر والرضا به ! 2 < ب > 2 ! سبب ! 2 < أنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة > 2 ! لكونها مبلغ علمهم ونهايته ، وما بلغ علمهم إلى الآخرة | لانسداد بصائر قلوبهم ومناسبة استعدادهم للأمور الغاسقة السفلية من المواد الجسمية ، | فأحبوا ما شعروا به ولاءم حالهم . وحب الدنيا رأس كل خطيئة لاستلزامه الحجاب | الأغلظ الذي لا خطيئة إلا تحته وفي طيه ! 2 < وأن الله لا يهدي القوم الكافرين > 2 ! أي : | المحجوبين بأغلظ الحجب لامتناع قبولهم للهداية . | | ! 2 < أولئك الذين طبع الله على قلوبهم > 2 ! بقساوتها وكدورتها في الأصل فلم ينفتح | لهم طريق الإلهام والفهم والكشف ! 2 < وسمعهم وأبصارهم > 2 ! بسد طريق المعنى المراد | من مسموعاتهم وطريق الاعتبار من مبصراتهم إلى القلب ، فلم يؤثر فيهم شيء من | أسباب الهداية من طريق الباطن من فيض الروح وإلقاء الملك وإشراق النور ولا من | طريق الظاهر بطريق التعليم والتعلم والاعتبار من آثار الصنع ! 2 < وأولئك هم الغافلون > 2 ! | بالحقيقة لعدم انتباههم بوجه من الوجوه وامتناع تيقظهم من نوم الجهل بسبب من | الأسباب . ! 2 < لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون > 2 ! الذين ضاعت دنياهم التي | استنفدوا في تحصيلها وسعهم ، وأتلفوا في طلبها أعمارهم ، وليسوا من الآخرة في | شيء إلا في عذاب هيئات التعلقات ووبال التحسرات . | | ! 2 < ثم إن ربك للذين هاجروا > 2 ! أي : تباعد بين هؤلاء المحجوبين الذين : إن ربك | عليهم بالغضب والقهر ، وبين الذين : إن ربك لهم بالرضا والرحمة وهم الذين هاجروا | عن مواطن النفس بترك المألوفات والمشتهيات ! 2 < من بعد ما فتنوا > 2 ! وابتلوا بحكم النشأة | البشرية ! 2 < ثم جاهدوا > 2 ! في الله بالرياضات وسلوك طريقه بالترقي في المقامات والتجريد | عن الهيئات والتعلقات ! 2 < وصبروا > 2 ! على ما تحب النفس وتكرهه بالثبات في السير ! 2 < إن ربك من > 2 ! بعد هذه الأحوال ! 2 < لغفور > 2 ! لهم بستر غواشي الصفات النفسانية ! 2 < رحيم > 2 ! | بإفاضة الكمالات وإبدال صفاتهم بالصفات الإلهية . | | [ تفسير سورة النحل من آية 112 إلى آية 119 ] |