@ 60 @ | لغلبة نورية إدراكها بمجاورة القلب ، إذ الصفرة حمرة عليها البياض ! 2 < فاقع لونها > 2 ! | لصفاء استعدادها وشعشعان شعاع نور القلب عليها ! 2 < تسر الناظرين > 2 ! لقوة نور | استعدادها وتشعشعها والناظرون هم الكاملون المطلعون على الاستعدادات لوجوب | محبتهم للمستعدين المستبصرين وذوقهم بحضورهم . ! 2 < إن البقر تشابه علينا > 2 ! لكثرة | البقر الموصوف بهذه الصفة ، أي : كثرة أصناف المستعدين وما كل مستعد طالباً . كما | قيل : ما كل طبع قابلاً ولا كل قابل طالباً ، ولا كل طالب صابراً ، ولا كل صابر | واجداً . ! 2 < وإنا إن شاء الله لمهتدون > 2 ! إلى ذبح هذه البقرة . وقولهم : إن شاء الله ، دليل | على استعدادهم لعلمهم بأن الأمور متعلقة بمشيئة الله ، ميسرة بتوفيقه . ولهذا قال رسول | الله صلى الله عليه وسلم : ( ( لو لم يستثنوا لما ظفروا بها أبدالدهر ) ) . | ! 2 < لا ذلول > 2 ! غير مذللة ، منقادة لأمر الشرع ! 2 < تثير > 2 ! أرض الاستعداد بالأعمال | الصالحة والعبادات ! 2 < ولا تسقي > 2 ! حرث المعارف والحكم التي فيها بالقوة باستقاء ماء | العلوم الكسبية والأفكار الثاقبة ، لعدم احتياج مثل هذه البقرة إلى الذبح ! 2 < مسلمة > 2 ! | سلمها أهلها لترعى ، غير مسوسة برسوم وعادات وشرائع وآداب ! 2 < لا شية فيها > 2 ! أي : | لم يرسخ فيها اعتقاد ومذهب لعدم صلاحيتها للذبح . | ! 2 < جئت بالحق > 2 ! الثابت في بيان المستعد المشتاق ، الطالب للكمال ! 2 < فذبحوها وما كادوا يفعلون > 2 ! لكثرة سؤالاتهم ومبالغاتهم وتعمقهم في البحث والتفتيش عن | حالها ، وفضول كلامهم في بيانها التي تدل على عدم انقياد النفس بالسرعة ، وإبائها | للرياضة ، وغلبة الفضول عليها ، وتعذر مطلوبهم ، وتأخرهم عنه بسبب ذلك . ولهذا | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( لو اعترضوا أدنى بقرة فذبحوها لكفتهم ، ولكن شددوا فشدد الله | عليهم ) ) ، أي : لو لم يكن منهم كثرة فضول البحث والسؤال لما عز عليهم مطلوبهم | لقوة قبولهم وإرادتهم ، فكان سلس القياد ، سهل الانقياد ، ونهى صلى الله عليه وسلم عن كثرة السؤال ، | وقال : ( ( إنما هلك من كان قبلكم بكثرة السؤال ) ) . قال الله تعالى : ^ ( لا تسئلوا عن أشياء | إن تبد لكم تسؤكم ) ^ [ المائدة ، الآية : 101 ] . | | وقيل في قصتها : إن شيخاً من بني إسرائيل نتجت له عجلة على هذه الصفة ، | وكان له ابن طفل ، فجاء بها إلى عجوز وقال : إنها لهذا الطفل ، سلميهما في مرعاها | عساها تنفعه إذا بلغ . فلما وقعت هذه الواقعة وسعى بنو إسرائيل في طلب البقرة | أربعين سنة سمعت العجوز بها ، فأخبرت ابنها بما فعل أبوه وقد ترعرع ، فجاء إلى | المرعى فوجدها ، فأتى بها فساوموه في شرائها ومنعته العجوز عن بيعها حتى اشتروها | بملء مسكها ذهباً . فالشيخ هو الروح ، والعجوز الطبيعة الجمسانية ، وابنه الطفل هو |