@ 61 @ | العقل الذي هو نتيجة الروح ، والشاب المقتول هو القلب . | | سلم شيخ الروح عجل النفس إلى عجوز الطبع ليرعى في مرعى اللذات الطبيعية | حتى يكبر عسى طفل العقل أن ينتفع بها وقت البلوغ في انتزاع المعقولات من | محسوساتها واستعمال الفكر الذي هو من قواها في اكتساب العلوم العقلية . وهو الذي | جاء بها من المرعى وسعي بني إسرائيل أربعين سنة إشارة إلى السير إلى الله بالأعمال | والآداب والتخلق بالأخلاق ، إلى أوان البلوغ الحقيقي ، وتجرد القلب ، كما قال الله | تعالى : ! 2 < بلغ أشده وبلغ أربعين سنة > 2 ! [ الأخفاق الآية : 15 ] . ومساومتهم إياها في شرائها | إشارة إلى طلب القوى الروحانية المنورة بنور الهداية الشرعية والإرادة ، وانتزاعها من | العقل المشوب بالوهم ، واستعباد العقل إياها بالمقعولات القياسية ، وتسخيرها | بالفكريات ، وحجبها عن نور الهداية الشرعية بالقياسات العقلية ، وعدم تحليتها | بالشرعيات . وهذا هو الموجب لتشددهم في السؤال وتأخرهم وتباطئهم في الامتثال . | ومنع العجوز إياه هو ممانعة الطبع في الانقياد للشرع ، وموافقة العقل إياه في ذلك | لرعاية العقل جانب الطبع في مصالح المعاش وترفيهه إياه ، وترخيصه والتوسيع عليه | أكثر من الشرع . وبيعها بملء مسكها ذهباً إشارة إلى تحليها بعد الذبح والسلخ بالعلوم | النافعة الشرعية والعقلية الخلقية والأحكام الفرعية الدينية ، واشتمال صورتها عليها التي | توافق العقل والطبع وتنفعهما باستعمالهما إياها في تحصيل مصالح المعاش والمباغي | الطبيعية والمطالب العقلية العملية بإذن الشرع من الوجه الحلال والتصرف المباح | وأنواع الرخص في جميع التمتعات بعد حصول الكمال وتمام السلوك . | [ آية 72 ] | ^ ( إذا قتلتم نفساً فادراءتم فيها ) ^ إشارة إلى بيان سبب الأمر بذبح البقرة ، وهو | أنه كان شيخ موسر من بني إسرائيل وله ابن شاب فقتله ابنا عمه ، أو بنو عمه ، طمعاً | في ميراث أبيه وطرحوه بين أسباط بني إسرائيل على الطريق ، فتدافعوا في قتله ، فورد | الأمر بذبح البقرة وضربه ببعضها ليحيا فيخبر بالقاتل . فالشاب هو القلب الذي هو ابن | الروح الموسر بأموال المعارف والحكم ، وقتله منعه عن حياته الحقيقية وإزالة العشق | الحقيقي الذي هو حياته عنه باستيلاء قوتي الشهوة والغضب اللذين هما ابنا عمه النفس | الحيوانية أو جميع قواها عليه ، إذ الروح والنفس أخوان باعتبار فيضانهما وولادتهما | من أب هو العقل الفعال المسمى ( ( روح القدس ) ) على قياس ما ورد في الحديث : | ( ( أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها خلقت من بقية طين آدم ) ) . فإن النفس النباتية الكاملة التي | إذا كانت عمة النفس الإنسانية ، كانت النفس الحيوانية عمتها . قتلاه طمعاً في استعمال |