@ 59 @ | ! 2 < خاسئين > 2 ! بعيدين ، طريدين . والمسخ بالحقيقة حق غير منكر في الدنيا والآخرة ، | ووردت به الآيات والأحاديث كقوله تعالى : ! 2 < وجعل منهم القردة والخنازير > 2 ! [ المائدة ، الآية : | 60 ] ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ( يحشر بعض الناس على صور يحسن عندها القردة | والخنازير : وقد روي عنه عليه صلى الله عليه وسلم : ( ( المسوخ ثلاثة عشر ) ) ، ثم عدهم | وبين أعمالهم ومعاصيهم وموجبات مسخهم ، والحاصل أن من غلب عليه وصف من | أوصاف الحيوانات ورسخ فيه بحيث أزال استعداده وتمكن في طباعه وصار صورة ذاتية له كالماء الذي منبعه معدن الكبريت مثلاً صار طباعه طباع ذلك الحيوان ونفسه | نفسه ، فاتصلت روحه عند المفارقة ببدن بناسب صفته فصارت صفته صورته والله أعلم | بذلك . | [ آية 67 - 71 ] | | ! 2 < وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة > 2 ! هي النفس الحيوانية ، | وذبحها قمع هواها الذي هو حياتها ومنعها عن أفعالها الخاصة بها بشفرة سكين | الرياضة ! 2 < قالوا أتتخذنا > 2 ! مهزوا بنا ، وتستخفنا لنطيعك ونتسخر لك كما جاء في حق | فرعون : فاستخف قومه فأطاعوه . ! 2 < قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين > 2 ! الاستخفاف | والاستهزاء وطلب الترؤس هو فعل الجهال . | | ! 2 < قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي > 2 ! أي : سل لنا ربك ما هي ! 2 < إنها بقرة لا فارض > 2 ! أي : غير مسنة لزوال استعدادها ورسوخ اعتقادها وضراوتها بعاداتها كما قيل : | الصوفي بعد الأربعين بارد . ! 2 < ولا بكر > 2 ! أي : فتية ، لقصور استعدادها عما يراد منها | وعسر احتمالها للرياضة لغلبة القوى الطبيعية وقوتها فيها ! 2 < عوان > 2 ! نصفة ! 2 < بين > 2 ! ما | ذكر ! 2 < صفراء > 2 ! لأن لوح الجسم أسود لعدم النورية فيه أصلاً ، ولون النفس النباتية | أحضر لظهور النورية فيها ، وغلبة السواد عليها لعدم إدراكها ، ولون القلب أبيض | لتجرده عن الجسم ، وقوة إدراكه ، وكمال نوريته . فلزم أن يكون لون النفس الحيوانية | في الحيوانات العجم أحمر لتركب نورية إدراكها وسواد تعلقها بالجسم ، إذ الحمرة | لون بين البياض والسواد ومركب منهما ، لكن السواد فيه أكثر . وفي الإنسان أصفر |