@ 309 @ | أجود منه بالنسبة إلى خصوصية ذلك وهويته فكان عينه مقتضياً له في رتبة من مراتب | الإمكان كما لا يمكن للحمار مع حماريته استعداد الإدراك الإنساني وكان عينه | مستدعياً لما هو عليه من الاستعداد الحماري ولا يطلب منه وراء ما في استعداده فلا | ظلم هذا إذا لم يكن في الأصل وأما إذا بطل برسوخ الهيئات المظلمة فلا كلام فيه | وكلاهما ظالم لنفسه . أما الأول فلقصوره في درجات الإمكان ونقصانه بالإضافة إلى ما | فوقه كقصور الحمار مثلاً عن الإنسان ونقصانه بالإضافة إليه لا في نفسه فإنه في حد نفسه | ليس بقاصر ولا ناقص . وأما الثاني فظاهر وعلى هذا معنى ! 2 < أنفسهم يظلمون > 2 ! ينقصون | حظها ، أو إن الله لا يظلم الناس شيئاً بأن يطلب منهم ما ليس في استعدادهم فيعاقبهم على | ذلك ولكن الناس أنفسهم يظلمون فيستعملون استعداداتهم فيما لم تخلق لأجله . | | ! 2 < ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار > 2 ! لعدم إحساسهم بالحركة | المستلزم لذهولهم عن الزمان إذ الذاهل عن الحركة ذاهل عن الزمان ، فسواء عندهم | الساعة الواحدة والدهور المتطاولة ! 2 < يتعارفون بينهم > 2 ! بحكم سابقة الصحبة وداعية | الهوى اللازمة للجنسية الأصلية بدلاً التشاؤم . ثم إن بقيت الجنسية الأصلية والمناسبة | الفطرية لاتحادهم في الوجهة واتفاقهم في المقصد بقي التعارف بينهم ، وإن لم يبق | بسبب اختلاف الأهواء وتباين الآراء وتفاوت الهيئات المستفادة من لواحق النشأة | وعوارض المادة انقلب إلى التناكر ! 2 < قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله > 2 ! لوقوعهم في | وحشة التناكر حينئذ واحتجابهم بحجب عاداتهم الفاسقة وهيئات اعتقاداتهم الفاسدة | ! 2 < وما كانوا مهتدين > 2 ! وبطل نور استعدادهم فلا يهتدون إلى الله ولا إلى التعارف | فخسئوا مبغوضين مطرودين لا يألفون أنيساً ولا يؤون أليفاً . | | [ تفسير سورة يونس من آية 47 إلى آية 56 ] |