@ 303 @ | وفيضانه عليه من المبدأ الفياض الذي هو منبع الخيرات والبركات كقوله تعالى : | ! 2 < وآتاكم من كل ما سألتموه > 2 ! [ إبراهيم ، الآية : 34 ] وكلما فاض عليه خير باستحقاقه | له لوجود تصفية وتزكية زاد استعداده بانضمام هذا الخير إليه ، فصار أقوى وأقبل من | الأول فيكون المبدأ تعالى أسرع إجابة له وأكثر إفاضة عليه وعلى هذا يزداد الاستعداد | فيزداد الفيض حتى يبلغ مداه وهو معنى تضاعف الحسنات . ومعنى قوله : ! 2 < من جاء بالحسنة فله خير منها > 2 ! [ القصص ، الآية : 84 ] . وأما الشرور فليست إلا حجب الاستعداد | وموانع القبول وحواجز الفيض ، فلما حصلت ما وقع بسببها إلا عدم القبول للخيرات | فمنعت فيضانها وبقي الاستعداد في حجاب ما حصل منها ليس إلا ، وإن اقتضى | بحسب المناسبة فيضان الشر فليس في فيض المبدأ ما يجانسه فلا يفيض عليه شيء | من جنسه ، وهذا معنى قوله تعالى : ! 2 < ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها > 2 ! [ الأنعام ، | الآية : 160 ] اللهم إلا إذا أفرط وتجاوز حد الرحمة وأزال الاستعداد بالكلية فناسب | الشيطنة واستمد من عالمها ، كما قال تعالى : ^ ( هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ( 221 ) | تنزل على كل أفاك أثيم ( 222 ) ) ^ [ الشعراء ، الآيات : 221 - 222 ] ، ! 2 < لقضي إليهم > 2 ! لقطع | مدى استعدادهم فانقطع مدد الحياة الحقيقية عنهم ومدد الخير عن استعدادهم بالكلية | وأزيل إمكان التصفية منه لاقتضائه الشر ، فلم يصل إليهم بعد ذلك خير صوري ولا معنوي | ولكن يمهلهم ما بقي فيهم أدنى مسكة من استعدادهم وإمكان قبول لأدنى خير . | | ! 2 < فنذر الذين لا يرجون لقاءنا > 2 ! من جملتهم ، أي : لا يرفعون رأساً من انهماكهم | في الشرور ولا يتوقعون نوراً من أنوارنا ولا يتنبهون قط من غفلتهم بالرجوع إلينا | وطلب رحمتنا ! 2 < في طغيانهم > 2 ! وتماديهم في الشرور يتحيرون وينقطع مدد الخيرات | الصورية التي يسألها استعدادهم بلسان حاله عنهم حتى يزول بانغماسهم وانهماكهم في | الطبيعيات نور استعدادهم بالكلية لحصول الرين ويحق الطمس ، فنكسوا على رؤوسهم | إلى أسفل سافلين . | | [ تفسير سورة يونس من آية 19 إلى آية 20 ] | | ! 2 < وما كان الناس إلا أمة واحدة > 2 ! على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، | متوجهين إلى الوحدة ، متنورين بنور الهداية الأصلية ! 2 < فاختلفوا > 2 ! بمقتضيات النشأة | واختلاف الأمزجة والأهوية والعادات والمخالطات . ! 2 < ولولا كلمة سبقت من ربك > 2 ! | أي : قضاء سبق في الأزل بتعيين الآجال والأرزاق وتمادي كل واحد من الشقي |