@ 254 @ | والحقائق الروحية فبقيت الجهات الأربع مواقع وساوسه . أما من بين يديه فبأن يؤمنه | من مكر الله ويغره بأن الله غفور رحيم فلا يخاف فيثبطه عن الطاعات . وأما من خلفه | فبأن يخوفه من الفقر وضيعة الأولاد من خلفه فيحرضه على الجمع والادخار لهم | ولنفسه في المستقبل عند تأميله طول العمر . وأما من جهة اليمين ، فبأن يزين عليه | فضائله ويعجبه بفضله وعلمه وطاعته ويحجبه عن الله برؤية تفضيله . وأما عن شماله | فبأن يحمله على المعاصي والمقابح ويدعوه إلى الشهوات واللذات . ! 2 < ولا تجد أكثرهم شاكرين > 2 ! مستعملين لقواهم وجوارحهم وما أنعم الله به عليهم في طريق | الطاعة والتقرب إلى الله . | | ! 2 < لمن تبعك منهم لأملأن جهنم > 2 ! الطبيعة التي هي أسفل مراتب الوجود ! 2 < منكم أجمعين > 2 ! محجوبين عن لذة النعيم الأبدي وذوق البقاء السرمدي والكمالات الروحانية | والكمالات الحقانية معذبين بنيران الحرمان عن المراد في انقلابات عالم التضاد | وتقلبات الكون والفساد . | | [ تفسير سورة الأعراف من آية 19 إلى آية 23 ] | | ^ ( ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما ) ^ أي : ليظهر عليهما بالميل إلى الطبيعة | ما حجب عنهما عند التجرد من الأمور الطبيعية واللذات البدنية والرذائل الخلقية | والأفعال الحيوانية والصفات السبعية والبهيمية التي يستحيي الإنسان من إظهارها | ويستهجن إفشاءها وتحمله المروءة على إخفائها لكونها عورات عند العقل يأنف منها | ويستقبحها ! 2 < وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين > 2 ! أي : | أوهمهما أن في الاتصال بالطبيعة الجسمانية والمادة الهيولانية لذات ملكية وإدراكات | وأفعالاً وخلوداً فيها أو ملكاً ورياسة على القوى وسائر الحيوانات دائماً بغير زوال إن | قرئ ملكين بكسر اللام كما قال : ! 2 < أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى > 2 ! [ طه ، الآية : | 120 ] . وزين لها من المصالح الجزئية والزخارف الحسية التي لا تنال إلا بالآلات | البدنية في صورة الناصح الأمين . |