@ 253 @ | | ! 2 < خلقتني من نار وخلقته من طين > 2 ! خلقت القوة الوهمية من ألطف أجزاء الروح | الحيوانية التي تحدث في القلب من بخارية الأخلاط ولطافتها وترتقي إلى الدماغ ، | وتلك الروح هي آخر ما في البدن فلذلك سماها ناراً . والحرارة توجب الصعود | والترفع ، وقد مر أن كل قوة ملكوتية تطلع على خواص ما تحتها دون ما فوقها وعلى | الكمالات البدنية وخواصها وكمالات الروح الحيوانية وخواصها ، واحتجابها عن | الكمالات الإنسانية الروحانية والقلبية هو صورة إنكارها وعلة إبائها واستكبارها ، | وتعديها عن طورها بالحكم في المعاني المعقولة والمجردات والامتناع عن قبول حكم | العقل هو صورة إبائها عن السجود . | | ! 2 < فما يكون لك أن تتكبر فيها > 2 ! إذ التكبر ، وهو التظاهر بما ليس فيه من الفضيلة | من صفات النفس ، فلا يليق بالحضرة الروحانية التي تزعم أنك من أهلها بالترفع على | العقل ، ! 2 < فأخرج > 2 ! ، فلست من أهلها الذين هم الأعزة ! 2 < إنك من الصاغرين > 2 ! من | القوى النفسانية الملازمة للجهة السفلية الدائمة الهوان بملازمة الأبدان ! 2 < إلى يوم يبعثون > 2 ! من قبور الأبدان وأجداث صفات النفس بعد الموت الإرادي في القيامة | الوسطى بحياة القلب وخلاص الفطرة من حجب النشأة ، أو يبعثون بعد الفناء في | الوحدة في القيامة الكبرى بالوجود الموهوب الحقاني والحياة الحقيقية ، والمبعوث | الأول هو المخلص بكسر اللام ، والثاني هو المخلص بالفتح ولا سبيل لإبليس إلى | إغوائهما ! 2 < فبما أغويتني > 2 ! إقسام وإبليس محجوب عن الذات الأحدية دون الصفات | والأفعال ، فشهوده للأفعال وتعظيمه لها إقسام بها كما أقسم بعزته في قوله : ! 2 < فبعزتك لأغوينهم أجمعين > 2 ! [ ص ، الآية : 82 ] . | | ! 2 < لأقعدن لهم صراطك > 2 ! أي : أعترضن لهم في طريق التوحيد الذاتي وأمنعنهم | عن سلوكها بأن أشغلهم بما سواك ، ولآتينهم من الجهات الأربع التي يأتي منها العدو | في الشاهد لأن إتيانه من أسفل ، أي : من جهة الأحكام الحسية والتدابير الجزئية من | باب المصالح الدنيوية غير موجب للضلالة ، بل قد ينتفع به في العلوم الطبيعية | والرياضية وبه يستعين العقل فيها كما مر في تأويل قوله : ! 2 < لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم > 2 ! [ المائدة ، الآية : 66 ] . وإتيانه من فوق غير ممكن له إذ الجهة العلوية هي | التي تلي الروح ويرد منها الإلهامات الحقة والإلقاءات الملكية وتفيض المعارف |