@ 249 @ | ظهور هيآت نفوسهم المختلفة والأهواء المتفرقة عليهم بمفارقة الأبدان ! 2 < بما كانوا يفعلون > 2 ! من السيئات . | | ! 2 < من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها > 2 ! هذا أقل درجات الثواب وذلك أن الحسنة | تصدر بظهور القلب ، والسيئة بظهور النفس ، فأقل درجات ثوابها أنه يصل إلى مقام | القلب الذي يتلو مقام النفس في الارتقاء تلو مرتبة العشرات للآحاد في الأعداد . | ! 2 < ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها > 2 ! لأنه لا مقام أدون من مقام النفس ، فينحط | إليه بالضرورة فيرى جزاءه في مقام النفس بالمثل . ومن هذا يعلم أن الثواب من باب | الفضل فإنه يزيد به صاحبه ويتنور استعداده ويزداد قبوله لفيض الحق فيتقوى على | إضعاف ما فعل ويكتسب به أجوراً متضاعفة إلى غير نهاية بازدياد القبول عند فعل كل | حسنة ، وزيادة القدرة والشغف على الحسنة عند زيادة الفيض إلى ما لا يعلمه إلا الله ، | كما قال بعد ذكر أضعافها إلى سبعمائة : ! 2 < والله يضاعف لمن يشاء > 2 ! [ البقرة ، الآية : 261 ] | وأن العقاب من باب العدل ، إذ العدل يقتضي المساواة ومن فعل بالنفس إذا لم يعف | عنه يجازى بالنفس سواء وتذكر ما قيل في قوله تعالى : ! 2 < لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت > 2 ! [ البقرة ، الآية : 286 ] فإن الفضيلة للإنسان ذاتية موجبة لترقيه البتة ، والرذيلة | عارضة ظلمتها للفطرة ، فمهما لم تكن بقصد ونية من صاحبها أو كانت ولم يصر | عليها ، عفي عنها ولم تحجب صاحبها . وإن كانت وأصر عليها جوزي في مقام النفس | بالمثل . والحسنة والسيئة المذكورتان هاهنا من قبيل الأعمال وإلا فرب سيئة من | شخص تعادل حسنة من غيره ، كما قال عليه السلام : ' حسنات الأبرار سيئات | المقربين ' ، بوجود القلب عند الشهود ، وسيئات الأبرار بظهور النفس عند السلوك ، | وحسناتهم بظهور القلب ، ورب سيئة توجب حجاب الأبد كاعتقاد الشرك مثلاً . | | [ تفسير سورة الأنعام من آية 161 إلى آية 165 ] | | ! 2 < قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم > 2 ! إلى طريق التوحيد الذاتي ! 2 < دينا قيما > 2 ! ثابتاً أبداً لا تغيره الملل والنحل ولا تنسخه الشرائع والكتب ! 2 < ملة إبراهيم > 2 ! التي |