@ 239 @ | مقابلة أصفى الاستعدادات وأنورها بأكدرها وأظلمها وأبعدها ولزم منه وجود عدو لكل | نبي للتضاد الحقيقي بينهما . وفائدة وجود العدو في مقابلته له أن الكمال الذي قدر له | بحسب استعداده لا يظهر عليه إلا بقوة المحبة للاستمداد ، وأما القهر فلانكسار نفسه | به وبإهانته واستخفافه له ، وتثبته عند مقابلته في مقام القلب وتجلده معرضاً عن النفس | ولذاتها لاشتغاله بالعدو ذاهلاً عنها لفرط الحمية والحرص على الفضيلة التي يقهر بها | العدو والاحتراز عن الملابس الحيوانية والشيطانية ليبعد بها عن مقامه ومناسبته ولئلا | يتطرق له سبيل إلى طعنه وتحقيره وازدرائه بها ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ' ما أوذي نبي قط | مثل ما أوذيت ' ، إذ لا كمال لأحد مثل كماله فيجب أن يكون سبب إخراجه إلى | الفعل أقوى لغاية بعده عن صفات النفس وعاداتها . | | ! 2 < ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة > 2 ! ولتميل إليه المحجوبون | لمناسبتهم ! 2 < وليرضوه > 2 ! لمحبتهم إياه ، فتقوى غوايتهم ويتظاهرون ويخرج ما فيهم من | الشرور إلى الفعل ، ويزدادوا طغياناً وتعدياً على النبي صلى الله عليه وسلم فتزداد قوة كماله وتهيج أيضاً | بسببه دواعي المؤمنين ، والذين في استعدادهم مناسبة للنبي صلى الله عليه وسلم فتنبعث حميتهم ، | وتزداد محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرهم إياه ، فتظهر عليهم كمالاتهم ويتقوى بهم النبي صلى الله عليه وسلم | كما قيل : إن شهرة المشايخ وكثرة مريديهم لا تكون إلا بواسطة المنكرين إياهم . | | تفسير سورة الأنعام من آية 115 إلى آية 122 | | ! 2 < وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا > 2 ! أي : تم قضاؤه في الأزل بما قضى وقدر من | إسلام من أسلم وكفر من كفر ومحبة من أحب أحداً ، وعداوة من عادى قضاء مبرماً | وحكماً صادقاً مطابقاً لما يقع عادلاً بمناسبة كل قول وكل كمال وحال ، لاستعداد من |