@ 175 @ | | ! 2 < إن الذين توفاهم الملائكة > 2 ! إلى آخره ، التوفي هو : استيفاء الروح من البدن | بقبضها عنه ، وهو على ثلاثة أوجه : توفي الملائكة ، وتوفي ملك الموت ، وتوفي الله . | أما توفي الملائكة فهو لأصحاب النفوس وهم إما سعداء أهل الخير والصفات الحميدة | والأخلاق الحسنة من الصالحين المتقين ^ ( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام | عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون 32 ) ^ [ النحل ، الآية : 32 ] فمعادهم إلى جنة | الأفعال . وإما أشقياء أهل الشر والصفات الرديئة والأخلاق السيئة فلا يقبض أرواحهم | إلا القوى الملكوتية التي هي للعالم بمثابة قواهم التي هم في مقامها ، محتجبون | بصفات النفس ولذات القوى الخيالية والوهمية والسبعية والبهيمية من الكافرين : ! 2 < الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم > 2 ! [ النحل ، الآية : 28 ] فمعادهم إلى النار . وأما توفي ملك | الموت فهو لأرباب القلوب الذين برزوا عن حجاب النفس إلى مقام القلب ، ورجعوا | إلى الفطرة ، فتنوروا بنورها ، فتقبض أرواحهم النفس الناطقة الكلية التي هي قلب | العالم باتصالهم بها ، هذا إذا قبض أرواحهم ملك الموت بنفسه ، أما إذا قبض بأعوانه | وقواهم فهم الفريق الأول . وقد يقبض بنفسه ويذرهم في ملكوت العذاب حتى | يحاسبوا ويعاقبوا بحسب رذائلهم ويتخلصوا ، وذلك للكمال العلمي والنقصان العلمي | كما خلص من الجهل والشرك وتحلى بالعلم والتوحيد ، ولكن تراكمت على قلبه | الهيئات المظلمة والملكات الرديئة بسبب الأعمال السيئة والأخلاق الذميمة . وللعلم | بالتوحيد والجهل بالمعاد كالموحد المنكر للجزاء ، فينهمك في المعاصي كما قال | تعالى : ! 2 < قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم > 2 ! [ السجدة ، الآية : 11 ] . وأما توفي الله | تعالى ، فهو للموحدين الذين عرجوا عن مقام القلب إلى محل الشهود فلم يبق بينهم | وبين ربهم حجاب ، فهو يتولى قبض أرواحهم بنفسه ويحشرهم إلى نفسه ^ ( يوم نحشر | المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ) ^ [ مريم ، الآية : 85 ] ، كما قال تعالى : ! 2 < الله يتوفى الأنفس حين موتها > 2 ! [ الزمر ، الآية : 42 ] . | | ! 2 < ظالمي أنفسهم > 2 ! بمنعها عن حقوقها التي اقتضتها استعداداتهم من الكمالات | المودعة فيها ! 2 < فيم كنتم > 2 ! حيث قصرتم في السعي لما قدرتم وفرطتم في جنب الله ، | وقصرتم عن بلوغ كمالكم الذي هيئ لكم وندبتم إليه ! 2 < قالوا كنا مستضعفين > 2 ! في | أرض الاستعداد الذي جبلنا عليه باستيلاء قوى النفس الأمارة وغلبة سلطان الهوى | بشيطان الوهم ، أسرونا في قيودهم ، وجبرونا على دينهم ، وأكرهونا على كفرهم . |