@ 176 @ | ! 2 < قالوا ألم تكن أرض الله واسعة > 2 ! ألم تكن سعة استعدادكم بحيث تهاجروا فيها من | مبدأ فطرتكم خطوات يسيرة ، بحيث إذا ارتفعت عنكم بعض الحجب انطلقتم عن أسر | القوى وتخلصتم عن قيود الهوى ، وتقويتم بإمداد أعوانكم القوى الروحانية ، ونصرتم | بأنوار القلب ، فخرجتم عن القرية ، الظالم أهلها ، التي هي مدينة النفس إلى بلد القلب | الطيبة ، فتداركتكم رحمة ربكم الغفور ! 2 < فأولئك مأواهم جهنم > 2 ! نفوسهم الشديدة | التوقان مع حصول الحرمان ! 2 < وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال > 2 ! أي : أقوياء | الاستعداد الذين قويت قواهم الشهوية والغضبية مع قوة استعدادهم فلم يقدروا على | قمعها في سلوك طريق الحق ولم يذهبوا لقواهم الوهمية والخيالية ، فيبطلوا | استعداداتهم بالعقائد الفاسدة فبقوا في أسر قواهم البدنية مع تنور استعدادهم بنور العلم | وعجزهم عن السلوك برفع القيود ! 2 < والنساء > 2 ! أي : القاصرين الاستعداد عن درك | الكمال العلمي ، وسلوك طريق التحقيق ، الضعفاء القوى والأحلام ، الذين قال في | حقهم : ' أكثر أهل الجنة البله ' . ! 2 < والولدان > 2 ! أي : الناقصين القاصرين عن بلوغ درجة | الكمال لغيرة تلحقهم من قبل صفات النفس ! 2 < لا يستطيعون حيلة > 2 ! لعدم قدرتهم | وعجزهم عن كسر صفات النفس وقمع الهوى بالرياضة ! 2 < ولا يهتدون سبيلا > 2 ! لعدم | علمهم بكيفية السلوك وحرمانهم عن نور الهداية الشرعية ! 2 < فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم > 2 ! بمحو تلك الهيئات المظلمة لعدم رسوخها وسلامة عقائدهم ! 2 < وكان الله عفوا > 2 ! | العفو عن الذنوب ما دامت الفطرة لم تتغير ! 2 < غفورا > 2 ! يستر بنور صفاته صفات | نفوسهم . | | [ تفسير سورة النساء آية 100 ] | | ! 2 < ومن يهاجر > 2 ! أي مقار النفس المألوفة في سبيل طريق الحق بالعزيمة ! 2 < يجد > 2 ! | في أرض استعداده مهاجر ومساكن ومنازل كثيرة فيها رغم أنوف قوى نفسه الوهمية | والخيالية والبهيمية والسبعية وإذلالها ! 2 < وسعه > 2 ! وانشراحاً في الصدر عند الخلاص من | ضيق صفات النفس وأسر الهوى ! 2 < ومن يخرج > 2 ! من المقام الذي هو فيه سواء كان مقر | استعداده الذي جبل عليه أو منزلاً من منازل النفس أو مقاماً من مقامات القلب | ! 2 < مهاجرا إلى الله > 2 ! بالتوجه إلى توحيد الذات ! 2 < ورسوله > 2 ! بالتوجه إلى طلب الاستقامة | في توحيد الصفات ! 2 < ثم يدركه > 2 ! الانقطاع قبل الوصول ! 2 < فقد وقع أجره على الله > 2 ! | بحسب ما توجه إليه ، فإن المتوجه إلى السلوك له أجر المنزل الذي وصل إليه ، أي : | المرتبة من الكمال الذي حصل له إن كان ، وأجر المقام الذي وقع نظره عليه وقصده . |