@ 39 @ | الحق وتنطق به ، وتراه في الظاهر لعدم فوائدها ، لانسداد الطرق من تلك المشاعر إلى | القلب لمكان الحجاب ، فلم يصل إليها نور القلب ليحتفظوا بفوائدها ولم ترد مدركاتها | على القلب ليفهموا ويعتبروا . ! 2 < فهم لا يرجعون > 2 ! إلى الله لوجود السدين المضروبين | على قلوبهم المذكورين في قوله : ! 2 < وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا > 2 ! [ يس ، | الآية : 9 ] . وفائدة التشبيه تصوير المعقول بصورة المحسوس ، ليتمثل في نفوس العامة . | ثم شبههم ثانياً بقوم أصابهم مطر فيه ظلمات ورعد وبرق ، فالمطر هو نزول الوحي | الإلهي ووصول إمداد الرحمة إليهم ببركة صحبة المؤمنين ، وبقية استعدادهم مما يفيد | قلوبهم أدنى لين ، وحصول النعم الظاهرة لهم بموافقتهم في الظاهر . | [ آية 19 - 20 ] | | والظلمات هي الصفات النفسانية ، والشكوك الخيالية والوهمية ، والوساوس | الشيطانية مما تحيرهم وتوحشهم . والرعد هو التهديد الإلهي والوعيد القهري الوارد | في القرآن والآيات والآثار المسموعة والمشاهدة مما يخوفهم فيفيد أدنى انكسار | لقلوبهم الطاغية وانهزام لنفوسهم الآبية . والبرق هو اللوامع النورية والتنبهات الروحية | عند سماع الوعد وتذكير الآلاء والنعماء مما يطمعهم ويرجيهم ، فيفيدهم أدنى شوق | وميل إلى الإجابة . | | ومعنى ! 2 < يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت > 2 ! يتشاغلون عن | الفهم بالملاهي والملاعب عن سماع آيات الوعيد ، ولكي لا ينجع فيهم فيقطعهم عن | اللذات الطبيعية بهم الآخرة ، إذ الانقطاع عن اللذات الحسية هو موتهم ، والله قادر | عليهم ، قاطع إياهم عن تلك اللذات المألوفة بالموت الطبيعي ، قدرة المحيط بالشيء | الذي لا يفوته منه ، فلا فائدة لحذرهم . | ! 2 < يكاد البرق > 2 ! أي : اللامع النوري ! 2 < يخطف أبصارهم > 2 ! أي : عقولهم المحجوبة | بالنعاس عن نور الهداية والكشف ، إذ العقل بصر القلب ! 2 < كلما أضاء لهم مشوا فيه > 2 ! | أي : ترقوا وقربوا من قبول الحق والهدى ، ! 2 < وإذا أظلم عليهم قاموا > 2 ! أي : ثبتوا على | حيرتهم في ظلمتهم ! 2 < ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم > 2 ! لطمس أفهامهم | وعقولهم ، ومحا نور استعدادهم ، كما للفريق الأول فلم يتأثروا بسماع الوحي أصلاً | ^ ( إن الله على كل شيء قدير ) ^ الشيء الموجود الخارجي الواجب والممكن ، والموجود | الذهني الممكن والممتنع ، إذ اللاشيء هو المعدوم الصرف الذي ليس في الذهن ولا |