@ 38 @ | القلب . وطغيانهم : التعدي عن حدهم الذي كان ينبغي أن يكونوا عليه ، وذلك الحد | هو الصدر ، أي وجه القلب الذي يلي النفس كما أن الفؤاد وجهه الذي يلي الروح ، | فإنه متوسط بينهما ذو وجهين إليهما . والوقوف على ذلك الحد هو التعبد بأوامر الله | تعالى ونواهيه ، مع التوجه إليه طلباً للتنور ليستنير ذلك الوجه فتننور به النفس . كما | أن الوقوف على الحد الآخر هو تلقي المعارف والعلوم والحقائق والحكم والشرائع | الإلهية لينتقش بها الصدر ، فتنزين به النفس . فالطغيان هو الانهماك في الصفات | النفسانية البهيمية والسبعية والشيطانية واستيلاؤها على القلب ليسود ويعمى ، فتتكدر | الروح . | | ! 2 < أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى > 2 ! أي : الظلمة ، والاحتجاب عن طريق | الحق الذي هو الدين ، أو عن الحق . فإن الضلالة تنقسم بإزاء الهداية بالنور | الاستعدادي الأصلي : ! 2 < فما ربحت تجارتهم > 2 ! إذ كان رأس مالهم من عالم النور | والبقاء ليكتسبوا به ما يجانسه من النور الفيضي الكمالي ، بالعلوم والأعمال والحكم | والمعارف والأخلاق والملكات الفاضلة ، فيصيرون أغنياء في الحقيقة ، مستحقين | للقرب والكرامة والتعظيم والوجاهة عند الله ، فما ربحوا بكسبها وضاعت الهداية | الأصلية التي كانت بضاعتهم ورأس مالهم بإزالة استعدادهم وتكدير قلوبهم بالرين | الموجب للحجاب والحرمان الأبدي ، فخسروا بالخسران السرمدي ، أعاذنا الله من | ذلك . | [ آية 17 - 18 ] | | ! 2 < مثلهم > 2 ! أي : صفتهم في النفاق كصفة المستوقد للإضاءة الذي إذا أضاءت ما | حوله من الأشياء القريبة منه خمدت ناره وبقي متحيراً ، لأن نور استعدادهم بمنزلة | النار الموقدة ، وإضاءتها لما حولهم هي اهتداؤهم إلى مصالح معاشهم القريبة منهم | دون مصالح المعاد البعيدة بالنسبة إليهم وصحبة المؤمنين وموافقتهم في الظاهر | وخمودها سريعاً انطفاء نورهم الاستعدادي وسرعة زوال ما تمتعوا به من دنياهم | ووشك انقضائه . ! 2 < ذهب الله بنورهم > 2 ! الاستعدادي بإمدادهم في الطغيان ، وخلاهم | محجوبين عن التوفيق في ظلمات صفات النفس ! 2 < لا يبصرون > 2 ! ببصر القلب ، ووجه | المخرج ولا ما ينفعهم من المعارف كمن تنطفئ ناره وهو في تيه بين أشغال | وأسباب . | | ! 2 < صم بكم عمي > 2 ! بالحقيقة لاحتجاب قلوبهم عن نور العقل الذي به تسمع |