@ 40 @ | في الخارج ، لكن تعلق القدرة به خصصه بالممكن وأخرج عنه الواجب والممتنع | بدليل العقل . | | هذا آخر الكلام في الأصناف السبعة على سبيل الإجمال ، وفصل بين فريقي | الأشقياء وأوجز ذكر الفريق الأول وأعرض عنهم ، إذ الكلام فيهم لا يجدي . وبالغ في | ذكر الفريق الثاني ، وذمهم ، وتعييرهم ، وتقبيح صورة حالهم ، وتهديدهم ، وإبعادهم ، | وتهجين سيرهم ، وعاداتهم لإمكان قبولهم للهداية وزوال مرضهم العارض ، واشتعال | نور قرائحهم بمدد التوفيق الإلهي عسى التقريع يكسر أعواد شكائمهم ، والتوبيخ يقلع | أصول رذائلهم ، فتتزكى بواطنهم وتتنور قلوبهم بنور الإرادة ، فيسلكوا طريق الحق . | ولعل موادعة المؤمنين وملاطفتهم إياهم ومجالستهم معهم ، تستميل طباعهم فتهيج | فيهم محبة ما ، وشوقاً تلين به قلوبهم إلى ذكر الله ، وتنقاد به نفوسهم لأمر الله ، | فيتوبوا ويصلحوا كما قال الله تعالى : [ إن المتافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فإولئك المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً ) ^ [ النساء ، الآيات : 145 - 146 ] . | [ آية 21 - 22 ] | ^ ( يا أيها الناس ) ^ ثم لما فرغ من ذكر السعداء والأشقياء ، دعاهم إلى التوحيد . | وأول مراتب التوحيد : توحيد الأفعال ، فلهذا علق العبودية بالربوبية ليستأنسوا برؤية | النعمة ، فيحبوه ، كما قال : ( ( خلقت الخلق وتحببت إليهم بالنعم ) ) . فيشكروه بإزائها ، إذ | العبادة شكر فلا تكون إلا في مقابلة النعمة ، وخصص ربوبيته بهم ليخصوا عبادتهم | به ، وقصد رفع الحجاب الأول من الحجب الثلاثة التي هي حجب الأفعال والصفات | والذات ، ببيان تجلي الأفعال لأن الخلق في الثلاثة كلهم محجوبون عن الحق بالكون | مطلقاً ، فنسب إنشاءهم وإنشاء ما توقف عليه وجودهم من المبادئ والأسباب | والشرائط كمن قبلهم من الآباء والأمهات ، وجعل الأرض فراشاً لهم لتكون مقرهم | ومسكنهم ، وجعل السماء بناء لتظلهم ، وأنزل الماء من السماء وأخرج النبات به من | الأرض ليكون رزقاً لهم إلى نفسه لعلهم يتقون نسبة الفعل إلى غيره ، فيتنزهون عن | الشرك في الأفعال عند مشاهدة جميعها من الله ، ولهذا ذكر نتيجة هذه المقدمات بالفاء | فقال : ^ ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ^ ، ما ذكرنا من المقدمات كأنه قال : هو | الذي فعل هذه الأفعال ، فلا تحق العبادة إلا له ، ولا تنبغي أن تجعل لغيره ، فلا |