وبعيرٌ مُعَبَّدٌ : مهنوء بالقَطِرانِ وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد .
قَالَ : .
( وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد ... ) .
وهو الذّلول أيضاًِ يوصف به البعير .
والمعبّد : كلّ طريق يكثر فيه المختلفةِ المسلوك .
والعَبَدُ : الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منهِ ويُسْتَنْكَفُ .
ومنه : ( فأنا أول العابدين ) أيْ : الأنفين من هذا القولِ ويُقْرَأَ العَبِدِينَ مقصورةِ على عَبِدَ يَعْبَدُ .
ويُقَالُ : ( فأنا أول العابدين ) أيْ : كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهل مكَّة .
ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قَالَ : ( عَبِدْتُ فَصَمَتُّ ) أيْ : أَنِفْتُ فَسَكَتُّ .
قَالَ : .
( ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد ) .
والعباديدُ : الخَيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئهاِ ولا تقع إلا على جماعةِ لا يُقَالُ للواحد : عِبْدِيد .
ألا ترى أنك تقول : تفرّقت فهي كلّها متفرقةِ ولا يُقَالُ للواحد متفرّقِ ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم .
تقول : ذهبت الخيل عباديدَ وفي بعض الكلام عبابيد .
قَالَ الشمّاخ : .
( والقَوْمُ آتُوكَ بَهْزٌ دون إخوَتِهِمْ ... كالسّيلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد )