فأراد عمر أنّه لا يأْتي برشْد من ذاتِ نَفْسه ولا يقبل مِمّن يرشده وأخبرني السِّجِسْتاني عن أبي عُبيدة أنه قال في قول الله جلّ وعزّ إنَّ المَلأَ يأْتَمِرُون بِكَ أَراد يتشاوَرون فيك واسْتشهد أَبو عُبيدة على " يتشاورون فيك " قوله " ويعدُو على المرء ما يأْتمر " وليس يجوز أنْ يكون في هذا الموضع يأْتمر يشاور لأنَّ المُشاورة رُشْد وخيرٌ فكيف يعدو عليه ما شاوَر فيه .
والمعنى ما ذكرناه وأمّا قول النمر بن تولب [ من المتقارب ] ... أَرى الناس قد أَحْدثُوا شِيمةً ... وفي كلّ حادثة يُؤْتمرْ ... .
فإنّه أراد في كلِّ أمر يحدُث تفكُّر ونظَرٌ وارْتياء رأي .
وقال في حديث عمر أنه خرَج ليلة في شهر رمَضان والناس أَوْزاع فقال إنّي لأَظنُّ أنْ لو جمعناهم على قارئ كان أَفضل فأَمر أُبَيّ بن كعْب فأَمَّهم ثم خرَج ليلة وهم يُصَلّون بصَلاتِه فقال نِعْمَ البِدْعة هذه والتي يَنامون عنها أفضل من التي يَقومون فيها .
يرويه إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن عبدالرحمن بن عبد القاري الأوزاع الفِرَق