يريد أنهم كانوا يتنقلون في شهر رمضان بعد صلاة العشاء فرقاً ومنه يقال وزَّعتُ المال بينهم إذا فرَّقته وقال المُسَيّب بن عَلَس يمدح رجلاً [ من الكامل ] ... أَحللْتَ بيتك بالجميع وبعضُهم ... متفرِّقٌ ليحُلَّ بالأَوزاعِ ... .
أَي حللت وسط القوم ولم تنْتح فِراراً من القِرَى حيث لا يعرف مكانك فتكون من الأوزاع وهذا مثل قول الآخر [ من البسيط ] ... ولا يَحُلّ إذا ما حلَّ معتنزاً ... يخشى الرزيَّة بين الماء والبادي ... .
والمعتنز المنفرد يقول لا ينزل وحده مخافة أن ينزل به ضيف على الماء أو في البدو .
وقولُه التي تنامون عنها يريد صلاة آخر الليل خير من التي تقومون فيها يعني صلاة أوله .
وقال في حديث عمر أنّ أصْحاب محمد تَذاكروا الوِتْر فقال أبو بكر أَمّا أَنا فأبدأ بالوِتْر وقال عُمر لكنِّي أوتِر حين تنام الضَّغْطَى .
يرويه يعلى عن الأجلح عن ابن أبي الهُذَيْل