بِئْس ما أتمرت لنفْسك قال النّمِر بن تَوْلَب [ من المديد ] ... اعلمي أنْ كلُّ مؤْتمر ... مُخْطِئ في الرأْي أَحْيَانا ... فإذا مالم يُصَبْ رشداً ... كان بعضُ اللوم ثُنْيانا ... .
يقول إذا ركِب رأْسه وفعَل الشيء عن غير مُشاورة فلا بدَّ من أَنْ يُخْطِئ فإذا لم يُصب رُشْداُ لامَهُ الناس لوماً بعد اللّوم الأول على ركوبه هواه بغير مُشاورة والثاني على خَطَأه وقال ربيعة بن جُشَم [ من المتقارب ] ... أحارِبن عمرو كأنِّي خَمِرْ ... يعْدْو على المرء ما يأْتَمِرْ ... .
خَمِر أَي كأنّي خامرني داء أَو وجَع ويقال أراد كأنّي في عَقِب خُمار وقولُه ويعدو على المرء ما يأتمر يقول إذا ائْتمَر أمراً على غير رُشْد عدا عليه فأَهْلكه وهو شبيه بقولهم " مَنْ حَفَر حُفْرة وقَع فيها " وأنا أحسَب أَصْل هذا الحرف يفْتعل من الأمر كأنَّ نفْسه أَمرَتْه بشيء فائْتمر أي فأَطاعَها أو أنّ هواه دَعاه إلى شيء فتابعَه ومثْلُه في الكلام عذلْته فاعْتذَل أي فأعْتَب ورددْتُه فارتدَّ