حذفت الواو في المضارع فقيل ( يَجَأُ ) كما قيل يسع و يطأ و يهب و ذلك إذا ضربته بسكين و نحوه في أي موضع كان و الاسم ( الوِجَاءُ ) مثل كتاب و يطلق ( الوِجَاءُ ) أيضا على رض عروق البيضتين حتّى تنفضخا من غير إخراج فيكون شبيها بالخصاء لأنه يكسر الشّهوة و الكبش ( مَوْجُوءٌ ) على مفعول و بَرِئْتُ إليك من الوجاء و الخِصاء .
وَحَدَ .
( يَحِدُ ) ( حِدَةً ) من باب وعد انفرد بنفسه فهو ( وَحَدٌ ) بفتحتين و كسر الحاء لغة و ( وَحُدَ ) بالضم ( وَحَادَةً ) و ( وَحْدَةً ) فهو ( وَحِيدٌ ) كذلك و كلّ شيء على ( حِدَةٍ ) أي متميز عن غيره و جاء زيد ( وَحْدَهُ ) و مررت برجل ( وَحْدَهُ ) قال ابن السَّرَّاج مذهب سيبويه أنه معرفة أقيم مقام مصدر يقوم مقام الحال و بنو تميم يعربونه بإعراب الاسم الأول و زعم يونس أن ( وَحْدَهُ ) بمنزلة عنده و ( الوَاحِدُ ) مفتتح العدد يقال واحد اثنان ثلاثة و يكون بمعنى جزء من الشيء فالرجل ( وَاحِدٌ ) من القوم أي فرد من أفرادهم و الجمع وحدان بالضم قال .
( طَارُوا إِلَيْهِ زَرَافَاتٍ وَ وُحْدَانًا ... ) .
و ( أَحَدٌ ) أصله ( وَحَدٌ ) فأبدلت الواو همزة و يقع على الذكر و الأنثى و في التّنزيل ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ) و يكون بمعنى شيء و عليه قراءة ابن مسعود ( وَ إِنْ فَاتَكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ ) أي شيء و يكون ( أَحَدٌ ) مرادفا ( لِوَاحِدٍ ) في موضعين سماعا ( أَحَدُهُمَا ) وصف اسم الباري تعالى فيقال هو ( الوَاحِدُ ) و هو ( الأَحَدُ ) لاختصاصه بالأحديّة فلا يشركه فيها غيره و لهذا لا ينعت به غير الله تعالى فلا يقال رجل ( أَحَدٌ ) ولا درهم ( أَحَدٌ ) ونحو ذلك و الموضع ( الثّاني ) أسماء العدد للغلبة و كثرة الاستعمال فيقال ( أَحَدٌ وَ عِشْرُونَ ) و ( وَاحِدٌ وَ عِشْرُونَ ) و في غير هذين يقع الفرق بينهما في الاستعمال بأنّ ( الأَحَدَ ) لنفي ما يذكر معه فلا يستعمل إلا في الجحد لما فيه من العموم نحو ما قام أحد أو مضافا نحو ما قام ( أَحَدُ ) الثّلاثة و ( الوَاحِدُ ) اسم لمفتتح العدد كما تقدم و يستعمل في الإثبات مضافا و غير مضاف فيقال جاءني ( وَاحِدٌ ) من القوم و أما تأنيث ( أَحَدٍ ) فلا يكون إلا بالألف لكن لا يقال ( إِحْدَى ) إلا مع غيرها نحو ( إِحْدَى عَشْرَةَ ) و ( إِحْدَى وَ عِشْرُونَ ) قال ثعلب و ليس ( لِلأَحَدِ ) جمع و أما ( الآحَادُ ) فيحتمل أن يكون جمع الواحد مثل شاهد و أشهاد قالوا و إذا نفي ( أَحَدٌ ) اختص بالعاقل و أطلقوا فيه القول و قد تقدم أن ( الأَحَدَ ) يكون بمعنى شيء وهو موضوع للعموم فيكون كذلك فيستعمل لغير العاقل أيضا نحو ما بالدار من أحد أي من شيء عاقلا كان أو غير عاقل ثم يستثنى فيقال إلا حمارا و نحوه