وفي الحديث : " انْتَدَبَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ في سبِيِله لا يُخْرِجُهُ إِلاّ إِيمانٌ بي وتَصديقٌ برُسُلِي أَنْ أَرْجِعُهُ بما نَالَ مِن أَجرٍ أَو غَنِيمَةٍ أَو أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ " . رواه أَبو هُرَيْرَةَ ورَفَعَه . أَي أَجَابَهُ إِلى غُفْرَانِهِ يقال : نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي : بَعَثْتُه ودَعَوْتُه فَأَجَابَ أَوْ ضَمِنَ وتَكفَّلَ له أَوْ سارَعَ بثَوَابِه وحُسْنِ جَزائِهِ من قولهم يَنْتدِبُون له : أَي يُجِيبون ويُسارِعون . وانْتَدَبو إِليه : أَسرَعوا . وانتَدَبَ القَومُ مِن ذَواتِ أَنفُسهم أَيضاً دُون أَن يُنْدَبُوا له أَو أَوجَبَ تَفَضُّلا : أَي حَقَّقَ وأَحْكَمَ أَن يُنْجِزَ لَهُ ذلك نقله ابْنُ الأَثير . انْتَدَبَ فُلانٌ لِفُلانٌ عندَ تكلُّمِهِ : عَارَضَهُ في كَلامِهِ . قولهم : خُذْ ما انْتَدَبَ وانْتَدَمَ واسْتَبَضَّ واسْتَضَبَّ وأَوْهَبَ وتَسنَّى : أَي نَضَّ قاله أَبو عَمْرٍو ورَجُلٌ مِنْدِبَى كَهِنْدِبَىَ بكسر الدّالِ المُهْمَلَة فيهما وفَتْحِهما مقصوراً خَفِيفٌ في الحاجَةِ سريعٌ لقضائها فهو كقولك رجلٌ نَدْبٌ . وممّا يُستدرَكُ عليه : ما ورَدَ في قولِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ " إِياكُمْ وَرَضَاعَ السُّوءِ فإِنّهُ لا بُدَّ من أَنْ يَنْتَدِبَ ؛ أَي : يَظْهَرَ يوماً ما . وارتمى نَدَباً أَو نَدَبَيْنِ : أَي وَجْهاً أَو وجهَيْنِ . والنَّدّابَتَانِ : من شِيَاتِ الخَيْلِ مَذمومتانِ . وذُو المَنْدَبِ من مُلُوكِ الحَبَشَةِ . ونَدِيبَةُ كسفينة : قَرْيَةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ البُحَيْرة . والمَندوب : الرَّسولُ بلُغَةِ مَكَّةَ .
ن ر ب .
نَيْرَبَ الرَّجُلُ : سَعَى ونَمَّ قال شيخُنَا قد صَرَّحُوا بأَنّ النُّون لا تجتمع مع الرّاءِ في كلمة عربيّة وقد صرّح به المؤلف في نرس وكذا غيرُ واحد وأَورده هنا بتصرُّفاته كأَنّها عربيّةٌ مَحْضَةٌ . نَيْرَبَ : خَلَطَ الكَلاَمَ . نَيْرَبَ : نَسَجَ وهو يُنَيْرِبُ القَولَ : يَخْلِطُهُ ؛ وأَنشد : .
" إِذا النَّيْرَبُ الثَّرثارُ قال فأَهْجَرَا ولا تُطْرَحُ الياءُ منه لأَنّها جُعِلتْ فصلاً بين الرّاءِ والنُّون كذا في اللّسَان من هنا يَظْهرُ الجوابُ لِما أَورده شيخُنا ؛ لأَنّ قوله الَّذِي تقدّم إِنّما هو في الجمع بينَ الرّاءِ والنّون إِذا كان من غير فصل وهذا بخلاف ذلك . والنَّيْرَبُ : الشَّرُّ والنَّمِيمةُ ؛ قال عَدِيُّ بْنُ خُزَاعِيٍّ : .
ولَسْتُ بِذِي نَيْرَبٍ في الصَّدِيقِ ... ومَنَّاعَ خَيْرٍ وسَبّابَها والهاءُ للعَشيرة كذا في الصَّحِاح . قال ابْنُ بَرِّيّ : صوَابُ إِنشادِه : .
ولَسْتُ بِذي نَيْرَبٍ في الكَلاَمِ ... ومنَّاعَ قَوْمِي وسَبّابهَا .
ولا مَنْ إِذا كَانَ في مَعْشَر ... أَضاع العَشِيرَة وأَغتابَهَا .
ولكِنْ أُطاوِعُ ساداتِهَا ... ولا أَعْلِمُ النَّاس أَلْقَابَهَا كالنَّيْرَبَةِ هكذا في النسخ وصوابُهُ كالمَنْرَبَةِ كذا في الهامش وقَيَّده الصَّاغانيُّ هكذا وهو قول أَبي عَمْرٍو وسيأْتي أَنّ النَّيْرَبَةَ صفةٌ للأُنْثَى . النَّيْرَبُ : الرَّجُلُ الجَلِيدُ القَوِيُّ . النَّيْرَبُ : ة بدِمَشْقَ عامرةٌ مشهورةٌ على نِصْفِ فَرْسَخٍ في وَسَط البساتينِ . قال ياقوت : أَنزَهُ مَوضعٍ رأَيته يُقَال : فيه مُصَلَّى الخَضِرِ عليه السَّلام ؛ وقد ذكرها أَبو المُطَاع وجيهُ الدَّوْلَة بْنُ حَمْدَانَ وسَمّاها النَّيْرَبَيْنِ بلفظ التَّثْنِيَة فقال : .
سقَى اللهُ أَرضَ النَّيْرَبَيْنِ وأْهْلَها ... فلِي بِجنُوبِ الغُوطَتَيْنِ شُجُونُ .
فمَا ذَكَرتْها النَّفْسٌ إِلاّ استَخَفَّنِي ... إِلى بَرْدِ ماءِ النَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ قلتُ : وقال أَحمدُ بْنُ مُنير : .
بالنَّيْرَبَيْنِ فمَقْرَى فالسَّرِيرِ فخَمْ ... رَايا فَجَوِّ حَوَاشِي جِسْرِ جِسْرِين .
" فالقَصْرِ فالمَرْجِ فالمَيْدَانِ فالشَّرَفِ الأْ علَى فَسَطْرَا فَجَرْمَانا فَقُلْبِينِ