وتَلاَعَبَ كُلُّ ذلك ضِدُّ : جَدَّ . وفي الحديثِ : " لا يَأْخُذَنَّ أَحَدُكمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لاعِباً جادّاً " أَي : يأْخُذُه ولا يُرِيدُ سَرِقةً ولكنْ يُرِيدُ إِدْخَالَ الهَمَّ والغَيْظِ عليه فهو لاعِبٌ في السَّرِقَةِ جادٌّ في الأَذِيَّةِ . وفي حديث تمِيمٍ والجَسَّاسَة : " صادَفْنَا البَحْرَ حينَ اغْتَلَم فَلَعِبَ بِنَا المَوْج شَهْراً " سَمَّى اضطرابَ المَوْج لَعِباً لَمّا لَمْ يَسِرْ بهِم إِلى الوَجْه الّذْي أَرادُوه . ويُقَال لكُل مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدِي عليه نَفْعاً : إِنَّمَا أَنْت لاعِب . والتَّلْعَابُ : اللَّعِبُ صِيغةٌ تَدُلُّ على تكثِير المصدر كفَعَّل في الفعل على غالب الأَمر . قال سِيبَوَيْهِ : هذا بابُ ما تُكَثِّر فيه المصدرَ من فَعَلْت فتُلحِقُ الزَّوَائِدَ وتَبْنِيه بِنَاءً آخَرَ كما أَنّك قُلْتَ في فَعَلْتُ : فَعَّلْت حينَ كَثَّرْتَ الفِعْلَ ؛ ثمّ ذَكَر المصادرَ الّتي جاءَت على التَّفْعَال كالتَّلْعَابِ وغيرِهِ . وهو لاعِبٌ ولَعِبٌ ككَتِفٍ : هذِهِ الأَلْفاظ استعملُوهَا مصدراً وصِفَةً دالَّةً على الفاعِل كما هو ظاهرٌ في كلامه ولِعِبٌ بكسرتين على ما يطَّرِدُ هذا النَّحْو وأُلْعُبَانٌ كعُنْفوَانٍ مَثَّل به سِيبَوَيْهِ وفسَّرَهُ السِّيرَافُّي ولُعْبَةٌ بضم فَسكون لُعَبَةُ كهُمَزَةٍ وفرَّقَ بينهما الصاغانيُّ فقال : لُعَبَةٌ كهُمَزةٍ : كثيرُ اللَّعِبِ ولُعْبَةٌ بالضَّم : يُلْعَبُ به وهذا قد يأْتي قريباً . وتِلْعِيبَة بالكَسر وهذهِ عن الفراءِ وتَلْعَابٌ وتَلْعَابَةُ يُكْسرانِ يُفْتَحَانِ وتِلعَّابٌ وتِلِعّابَةٌ بالكسر وتشديد العين فيهما وهو من المُثُل التّي لم يَذكُرْها سِيبَوَيْهِ ومثلُهُ في أَمالي أَبي بكرِ بنِ السَّرّاج . قال ابْنُ جِنَّي : أَمَّا تلِعَّابَةٌ فإِن سِيبَوَيْهِ وإِن لم يذكُرْه في الصفِّات فقد ذَكرهَ في المصادر نحو تَحَمَّلَ تِحِمَّالاً . ولو أَردْتَ المَرَّةَ الواحدةَ من هذا لَوَجَبَ أَن يكون تِحِمَّالَةً . فإِن ذَكَرَ تِفِعّالا فكأَنّهُ قد ذكره بالهاءِ وذلك لأِنّ الهاءَ في تقدير الانفصال على غالبِ الأَمرِ وكذلك القولُ في تِلِقّامَةٍ وسيأْتي ذِكره . وفي اللسِّان : وليس القائل أَنْ يَدَّعِىَ أَنّ تِلِعّابة و وتِلِقّامَة في الأَصل المرَّةُ الواحدةُ ثُمَّ وُصِف به كما قد يُقَال فؤ ذلك المصدر نحو قاله تعالى " إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً " أَي غائِراً ونحوه قولَها : .
" فإنَّما هِيَ إِقْبَالٌ وإِدْبَارُ ثُمّ قال فَعَلَى هذا لا يجوزُ أَن يكونَ قولُهم : رَجُلٌ تِلِعّابةُ وتِلِقَّامَة على حَدِّ قولِك هذا رَجُلٌ صَوْمٌ لكِنَّ الهاءَ في عَلاّمَةٍ ونَسّابَةٍ للمُبَالغة وقولُ النّابغة الجَعْدِيّ : .
تَجَنَّبْتُها إِنَّي امْرُؤٌ في شَبِيبَتِي ... وتِلْعَابَتي عن رِيبَةِ الجارِ أَجْنَب فإنّه وَضَعَ الاسمَ على الّذِي جَرَىِ صِفَةً مَوضعَ المصدرِ . وفي الصَّحِاح : رَجُلٌ تِلْعَابَةٌ وفي نسخِة التَّهذيب مضبوطٌ بالتّشديد والكَسْر : إِذا كان يَتلَعَّبُ وكان كَثِير اللَّعِبِ . وضُبِط في الصَّحِاح اللِّعْبُ هذا بالكسْر والسّكون . وفي حديث عَلِىّ : " زَعَمَ ابْنُ النّاِبغَةِ أَنّي تِلْعَابَةٌ وفي حديثٍ آخَرَ : إِنَّ عَلِيَّا كان تِلْعابَةً " أَي : كثيرَ المَزْحِ والمُدَاعَبَةِ والتّاءُ زائدة . يُقَالُ : بَنْيَهُمْ أَُلْعُوبَةٌ بالضَّمّ : أي : لَعِبٌ والمَلْعَبُ : مَوْضِعُهُ أَي : اللَّعِبِ . ومَلاعِبُ الِّصبْيَانِ الجَوَارِي في الدَّيار من ديارات العرب حَيْثُ يَلْعَبُونَ ولاَعَبَها مُلاَعَبَةً ولِعَابا أَي : لَعبَ مَعَهَا ومنه حديثُ جابِرٍ : " مالَكَ ولِلْعذَارَي ولِعَابهَا " اللِّعابُ بالكسر : مثلُ اللَّعِبِ . وأَلْعَبَها : جَعلَهَا تَلْعَبُ أَو أَلْعَبَهَا : جاءَ ها بِمَا تَلْعَبُ بِهِ . وقولُ عَبِيدِ بْنِ الأَبْرَصِ : .
قَدْ بِتُّ أَلْعُبَها وَهْناً وتُلْعِبُنِي ... ثُمّ انْصَرَفْتُ وَهِي مِنَّي على بالِ