كذا في لسان العرب . ومن المجاز أيضا : كذب الحر : انكسر . وكذب السير : لم يجد . والقوم السري : لم يمكنهم . والكذابة : ثوب يصبغ بألوان ينقش كأنه موشي . وفي حديث المسعودي : " رأيت في بيت القاسم كذابتين في السقف : " الكذابة : ثوب يصور ويلزق بسقف البيت سميت به لأنها توهم أنها في السقف وإنما هي في ثوب دونه : كذا في الأساس ومثله في لسان العرب . ومما استدركه شيخنا : المكاذب قيل : هو مما لا مفرد له وقيل : وهو جمع لكذب على غير قياس . وقيل : هو جمع مكذب ؛ لأن القياس يقتضيه أو لأنه موهوم الوضع كما قالوا في محاسن ومذاكر ونحوهما . ومنها إن الجوهري صرح بأن الكذاب المشدد مصدر كذب مشددا لا محففا ؛ وأيده بآية " وكذبوا بآياتنا كذابا " وظاهر المصنف إن كلا من المخفف والمشدد يقال في المخفف . قلت . وهذا الذي أنكره هو الذي صرح به ابن منظور في لسان العرب . ثم قال : ومنها إن الجوهري زاد في المصادر : تكذبة كتوصية ومكذب كممزق بمعنى التكذيب . قلت : وزاد غير الجوهري فيها : كذبا كقفل وكذبا كضرب وهذا الأخير غير مسموع ولكن القياس يقتضيه . ثم قال : وهذا اللفظ خصه بالتصنيف فيه جماعة منهم : أبو بكر بن الأنباري والعلامة أحمد بن محمد بن قاسم ابن أحمد بن خذيو الأخسيكتي الحنفي الملقب بذي الفضائل ترجمته في البغية وفي طبقات الحنفية للشيخ قاسم .
قال ابن الأنباري . إن الكذب ينقسم إلى خمسة أقسام : إحداهن تغيير الحاكي ما يسمع وقوله ما لا يعلم نقلا ورواية و هذا القسم هو الذي يؤثم ويهدم المروءة . الثاني : إن يقول قولا يشبه الكذب ولا يقصد به إلا الحق ومنه حديث : " كذب إبراهيم ثلاث كذبات " أي : قال قولا يشبه الكذب وهو صادق في الثلاث . الثالث بمعنى الخطإ وهو كثير في كلامهم . والرابع البطول كذب الرجل : بمعنى بطل عليه أمله وما رجاه . الخامس بمعنى الإغراء وقد تقدم بيانه . وعلى الثالث خرجوا حديث صلاة الوتر " كذب أبو محمد " أي : أخطأ سماه كاذبا لأنه شبيهه في كونه ضد الصواب كما إن الكذب ضد الصدق وإن افترقا من حيث النية والقصد ؛ لأن الكاذب يعلم إن ما يقوله كذب والمخطىء لايعلم . وهذا الرجل ليس بمخبر وإنما قاله باجتهاد أداه إلى إن الوتر واجب والاجتهاد لا يدخله الكذب وإنما يدخله الخطأ وأبو محمد الصحابي : اسمه مسعود بن زيد . وفي التوشيح : أهل الحجاز يقولون : كذبت بمعنى أخطأت وقد تبعهم فيه بقية الناس . وعلى الرابع خرجوا قول الله D : " انظر كيف كذبوا على أنفسهم " : انظر كيف بطل عليهم أملهم وكذا قول أبي طالب : .
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولما نطاعن حوله ونناضل وانظر بقية هذا الكلام في شرح شيخنا فإنه نفيس جدا . ومن الأمثال التي لم يذكرها المؤلف قولهم : أكذب النفس إذا حدثتها .
أي : لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر فإن ذلك يثبطك . سئل بشار : أي بيت قالته العرب أشعر ؟ فقال : إن تفضيل بيت واحد على الشعر كله لشديد . ولكن أحسن لبيد في قوله : .
أكذب النفس حدثتها ... إن صدق النفس يزري بالأمل قاله الميداني وغيره ؛ ومنها " : .
" كل امرئ بطوال العيش مكذوب ومنها عجز بيت من شعر أبي دواد : .
" كذاب العير إن كان برح وأوله : .
" قلت لما نصلا من قنة