والتكاذب : ضد التصادق . وفي التنزيل العزيز : " وجاؤوا على قميصه بدم كذب " روى في التفسير : إن إخوة يوسف عليه السلام لما طرحوه في الجب أخذوا قميصه وذبحوا جديا فلطخوا القميص بدم الجدي . فلما رأى يعقوب عليه السلام القميص قال كذبتم لو أكله الذئب لخرق قميصه . قال الفراء في قوله تعالى " بدم كذب " : معناه : مكذوب . قال : والعرب تقول للكذب : مكذوب وللضعف : مضعوف وللجلد : مجلود وليس له معقود رأي : يريدون عقد رأي فيجعلون المصادر في كثير من الكلام مفعولا . وقال الأخفش : بدم كذب فجعل الدم كذبا لأنه كذب فيه كما قال تعالى : " فما ربحت تجارتهم " . وقال أبو العباس : هذا مصدر في معنى مفعول أراد : بدم مكذوب . وقال الزجاج : بدم كذب أي : ذي كذب والمعنى : دم مكذوب فيه . وقرىء " بدم كدب " بالمهملة وقد تقدمت الإشارة إليه . والكذب أيضا : هو البياض في الأظفار عن أبي عمر الزاهد لغة في المهملة . وقد يستعمل الكذب في غير الإنسان قالوا : كذب البرق والحلم والظن والرجاء والطمع . وكذبت العين : خانها حسها .
وكذب الرأي : توهم الأمر بخلاف ما هو به . ومن المجاز : كذبتك عينك : أرتك ما لا حقيقة له . وفي التنزيل العزيز : " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا " بالتشديد وضم الكاف وهي قراءة عائشة وقرأ بها نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : كذبوا بالتخفيف وضم الكاف وروى ذلك عن ابن عباس وقال : كانوا بشرا يعني : الرسل يذهب إلى إن الرسل ضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا . قال أبو منصور : إن صح هذا عن ابن عباس فوجهه عندي والله أعلم إن الرسل قد خطر في أوهامهم ما يخطر في أوهام البشر من غير إن حققوا تلك الخواطر ولا ركنوا إليها ولا كان ظنهم ظنا اطمأنوا إليه ولكنه كان خاطرا يغلبه اليقين . كذا في لسان العرب . وهو من تكاذيب الشعر . ومن المجاز : كذب لبن الناقة وكذب . ذهب وهذه عن اللحياني . وكذب : البعير في سيره : إذا ساء سيره : قال الأعشى : .
جمالية تغتلي بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا