ابن برى الالف التى هي أحد حروف المد واللين لا سبيل الى تحريكها على ذلك اجتماع النحويين فإذا أرادوا تحريكها ردوها الى أصلها في مثل رحيان وعصوان وان لم تكن منقلبة عن واو ولا ياء وأرادوا تحريكها أبدلوا منها همزة في مثل رسالة ورسائل فالهمزة بدل من الالف وليست هي الالف لان الالف لا سبيل الى تحريكها والله أعلم ( أ حرف هجاء ) مقصورة موقوفة ( ويمد ) ان جعلته اسما وهى تؤنث ما لم تسم حرفا كذا في الصحاح وفى المحكم الالف تأليفها من همزة ولام وفاء وسميت ألفا لانها تألف الحروف كلها وهى أكثر الحروف دخولا في المنطق وقد جاء عن بعضهم في قوله تعالى الم ان الالف اسم من أسماء الله تعالى والله أعلم بما أراد والالف اللينة لا حرف لها انما هي جرس مدة بعد فتحة ( و ) آ ( بالمد حرف لنداء البعيد ) تقول آزيد أقبل وقال الجوهرى وقد ينادى بها تقول أزيد أقبل الا أنها للقريب دون البعيد لانها مقصورة وقال الازهرى تقول للرجل إذا ناديته آفلان وأفلان وآيا فلان بالمد انتهى ( و ) روى الازهرى عن أبى العباس أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد قالا ( أصول الالفات ثلاثة وتتبعها الباقيات ) ألف ( أصلية ) وهى في الثلاثي من الاسماء والافعال ( كألف ) أي كألف ألف ( و ) ألف ( أخذ ) الاخير مثال الثلاثي من الافعال ثم قال ( و ) ألف ( قطعية ) وهى في الرباعي ( كأحمد وأحسن ) الاخير مثال الرباعي من الافعال قال ( و ) ألف ( وصلية ) وهى فيما جاوز الرباعي ( كاستخرج واستوفى ) هذا مثال ما جاوز الرباعي من الافعال وأما من الاسماء فألف استنباط واستخراج وقال الجوهرى الالف على ضربين ألف وصل وألف قطع فكل ما ثبت في الوصل فهو ألف قطع وما لم يثبت فهو ألف وصل ولا تكون الا زائدة وألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام وقد تكون أصلية مثل ألف أخذ وأمر انتهى ثم قالا ومعنى ألف الاستفهام ثلاثة يكون بين الآدميين يقولها بعضهم لبعض استفهاما ويكون من الجبار لوليه تقريرا ولعدوه توبيخا فالتقرير كقوله D للمسيح أأنت قلت للناس قال أحمد بن يحيى وانما وقع التقرير لعيسى عليه السلام لان خصومه كانوا حضورا فأراد الله D من عيسى أن يكذبهم بما ادعوا عليه وأما التوبيخ لعدوه فكقوله D أصطفى البنات على البنين وقوله أأنتم أعلم أم الله أأنتم أنشأتم شجرتها قال الازهرى فهذه أصول الالفات ( وتتبعها الالف الفاصلة ) قال الازهرى وللنحويين ألقاب لالفات غيرها تعرف بها فمنها الالف الفاصلة وهى في موضعين أحدهما الالف التى ( تثبت بعد واو الجمع في الخط لتفصل بين الواو ) أي واو الجمع ( و ) بين ( ما بعدها كشكروا ) وكفروا وكذلك الالف التى في مثل يغزوا ويدعوا وإذا استغنى عنها لاتصال المكنى بالفعل لم تثبت هذه الالف الفاصلة ( و ) الاخرى الالف ( الفاصلة بين نون علامات الاناث وبين النون الثقيلة ) كراهة اجتماع ثلاث نونات ( كافعلنان ) بكسر النون وزيادة الالف بين النونين في الامر للنساء ( و ) منها ( ألف العبارة ) لانها تعبر عن المتكلم ( وتسمى العاملة ) أيضا ( كأنا استغفر الله ) وأنا أفعل كذا ( و ) منها ( الالف المجهولة كألف فاعل وفاعول ) وما أشبههما ( وهى كل ألف ) تدخل في الاسماء والافعال مما لا أصل لها انما تأتى ( لاشباع الفتحة في الاسم والفعل ) وهى إذا لزمتها الحركة كقولك حائم وحوائم صارت واوا لما لزمتها الحركة بسكون الالف بعدها والالف التى بعدها هي ألف الجميع وهى مجهولة أيضا ( و ) منها ( ألف العوض ) وهى ( تبدل من التنوين ) المنصوب إذا وقفت عليها ( كرأيت زيدا ) وفعلت خيرا وما أشبههما ( و ) منها ( ألف الصلة ) وهى ألف ( توصل بها فتحة القافية ) كقوله * بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا * وتمسى ألف الفاصلة فوصل ألف العين بألف بعدها ومنه قوله D وتظنون بالله الظنونا الألف التى بعد النون الاخيرة هي صلة لفتحة النون ولها أخوات في فواصل الآيات كقوله D قواريرا وسلسبيلا وأما فتحة هاء المؤنت فكقولك ضربتها ومررت بها ( والفرق بينها وبين ألف الوصل أن .
ألفها ) أي ألف الصلة ( اجتلبت في أواخر الاسماء ) كما ترى ( وألفه ) أي ألف الوصل انما اجتلبت ( في أوائل الاسماء والافعال و ) منها ( ألف النون الخفيفة كقوله تعالى لنسفعا بالناصية ) وكقوله تعالى وليكونا من الصاغرين الوقوف على لنسفعا وعلى وليكونا بالالف وهذه الالف خلف من النون والنون الخفيفة أصلها الثقيلة الا أنها خففت من ذلك قول الاعشى * ولا تحمد المثرين والله فاحمدا * أراد فاحمدن بالنون الخفيفة فوقف على الالف ومثله قول الآخر يحسبه الجاهل ما لم يعلما * شيخا على كرسيه معمما فنصب بلم لانه أراد ما لم يعلمن بالنون الخفيفة فوقف بالألف وقال أبو عكرمة الضبى في قول امرئ القيس * قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * قال أراد قفن فأبدل الالف من النون الخفيفة قال أبو بكر وكذلك قوله عزو جل ألقيا في جنهم أكثر الرواية ان الخطاب لما لك خازن جهنم وحده فبناه على ما وصفناه ( و ) منها ( ألف الجمع كمساجد وجبال ) وفرسان وفواعل ( و ) منها ( ألف التفضيل والتقصير كهو أكرم منك ) وألأم منك ( و ) فلان ( أجهل منه و ) منها ( ألف النداء ) كقولك ( أزيد تريد يا زيد ) وهو لنداء القريب وقد ذكر قريبا ( و ) منها ( الف الندبة ) كقولك ( وازيداه ) أعنى الالف التى بعد الدال ( و ) منها ( ألف التأنيث كمدة حمراء ) وبيضاء ونفساء ( وألف سكرى وحبلى و ) منها ( ألف التعايى بان يقول ) الرجل ( ان عمر ثم يرتج عليه ) كلامه ( فيقف قائلا ان عمرا فيمدها مستمدا لما ينفتح له من الكلام ) فيقول منطلق المعنى ان عمر منطلق إذا لم يتعاى ويفعلون ذلك في الترخيم كما تقول يا عمار هو يريد يا عمر فيمد فتحه الميم بالالف ليمتد الصوت ( و ) منها ( ألفات المدات ككلكال وخاتام