وكنا خليطى في الجمال فأصبحت * جمالي توالى ولها من جمالها توالى أي تميز منها ومن هذا قول الاعشى ولكنها كانت نوى أجنبية * توالى ربعى السقاب فأصحبا أي يفصل عن أمه فيشتد ولهه إليها ثم يستمر على الموالاة ويصحب أي ينقاد ويصبر بعدما كان اشتد عليه من مفارقته اياها ( وتوالى ) عليه شهران ( تتابع ) نقله الجوهرى ومنه توالت الى كتب فلان أي تتابعت وقد والاها الكاتب أي تابعها ( و ) توالى ( الرطب ) أي ( أخذ في الهيج كولى ) تولية كذا في النسخ والذى في المحكم وغيره يقال للرطب إذا أخذ في الهيج قد ولى وتولى وتوليه شهيته فتأمل ذلك ( وولى ) هاربا ( تولية أدبر ) وذهب موليا ( كتولي و ) ولى ( الشئ ) تولية ( و ) ولى ( عنه ) أي ( أعرض أو نأى ) وكذلك تولى عنه وقول الشاعر إذا ما امرؤ ولى على بوده * وأدبر لم يصدر بادباره ودى فانه أراد ولى عنى ووجه تعديته ولى بعلى انه لما كان إذا ولى عنه بوده تغير عليه جعل ولى بمعنى تغير فعداه بعلى وجاز أن يستعمل هنا على لانه أمر عليه لاله وقول الاعشى إذا حاجة ولتك لا تستطيعها * فخذ طرفا من غيرها حين تسبق .
فانه أراد ولت عنك فحذف وأصل وقد يكون وليت الشئ ووليت عنه بمعنى والتولية قد تكون اقبالا وتكون انصرافا فمن الاول قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام أي وجه وجهك نحوه وتلقاه وكذلك قوله تعالى ولكل وجهة هو موليها قال الفراء هو مستقبلها والتولية في هذا الموضع استقبال وقد قرئ هو مولاها أي الله تعالى يولى أهل كل ملة القبلة التى تريد ومن الانصراف قوله تعالى ثم وليتم مدبرين وكذلك قوله تعالى يولوكم الادبار وقوله تعالى ما ولاهم عن قبلتهم أي ما عدلهم وصرفهم ( والولية كغنية البرذعة ) وانما تسمى بذلك إذا كان على ظهر البعير لانها حينئذ تليه ( أو ما تحتها ) نقله الجوهرى عن أبى عبيد وقيل كل ما ولى الظهر من كساء أو غيره فهو ولية وفي حديث ابن الزبير أنه بات بقفر فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الولية فنفضها فوقع والجمع الولايا ومنه قول أبى زبيد كالبلايا رؤسها في الولايا * ما نحات السموم حر الخدود قال الجوهرى يعنى الناقة التى كانت تعكس على قبر صاحبها ثم تطرح الولية على رأسها الى أن تموت وفى الحديث نهى ان يجلس الرجل على الولايا هي ما تحت البراذع أي لانها إذا بسطت وفرشت تعلق بها الشوك والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب ولان الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها ( أو ) الولية ( ما تخبؤه المرأة من زاد لضيف ينزل ) عن كراع والاصل لوية فقلب ( ج ولايا ) ثبت القلب في الجمع أيضا ( و ) من المجاز ( استولى على الامر ) كذا في النسخ والصواب على الامد كما في الصحاح وغيره أي ( بلغ الغاية ) ومنه قول الذبيانى * سبق الجواد إذا استولى على الامد * واستيلاؤه على الامدان يغلب عليه بسبقه إليه ومن هذا يقال استولى فلان على مالى أي غلبنى عليه ويقال استبق الفارسان على فرسيهما الى غاية تسابقها إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر ( و ) قولهم ( أولى لك تهدد ووعيد ) وأنشد الجوهرى فأولى ثم أولى ثم أولى * وهل للدر يحلب من مرد قال الاصمعي ( أي قاربه ما يهلكه ) أي نزل به وأنشد فعادى بين هاديتين منها * وأولى أن يزيد على الثلاث ومنه قوله تعالى أولى لك فأولى معناه التوعد والتهدد أي الشر أقرب اليك وقال ثعلب دنوت من الهلكة وكذلك قوله تعالى فأولى لهم أي وليهم المكروه وهو اسم لدنوت أو قاربت قال ثعلب ولم يقل أحد في أولى لك أحسن مما قال الاصمعي وقال غيرهما أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته ويقول له يا محروم أي شئ فاتك وفى مقامات الحريري أولى لك يا ملعون أنسيت يوم جيرون وقيل هي كلمة تلهف يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة وفى حديث أنس قام عبد الله بن حذافة فقال من أبى فقال رسول الله A أبوك حذافة وسكت رسول الله A ثم قال أولى لكم والذى نفسي بيده أي قرب منكم ما تكرهون وقول الشاعر فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم * ولكن أولى يترك القوم جوعا أولى في البيت حكاية وذلك انه كان لا يحسن الرمى وأحب أن يتبدح عند أصحابه فقال أولى وضرب بيده على الاخرى فقال أولى فحكى ذلك ( و ) يقال ( هو أولى ) بكذا أي ( أحرى ) به وأجدر ( و ) يقال ( هم الاولى ) كذا في النسخ ووقع كذلك في بعض نسخ الصحاح والصواب هو الاولى ( و ) هم ( الاوالى والاولون ) مثال الاعلى والاعالي والاعلون وقوله تعالى من الذين استحق عليهم الاوليان هي قراءة على رضى الله تعالى عنه وبها قرأ أبو عمرو ونافع وكثير وقال الزجاج الاوليان في قول أكثر البصريين يرتفعان على البدل مما في يقومان المعنى فليقم الاوليان بالميت مقام هذين الجانبين ومن قرأ الاولين رده على الذين وكان المعنى من الذين استحق عليهم أيضا الاولون قال وهى قراءة ابن عباس وبها قرأ الكوفيون واحتجوا بان قال ابن عباس أرأيت ان كان الاوليان