والمستوفى من الكتاب والحساب معروف وقد عرف به جماعة منهم أبو الحسن على بن أبى بكر بن أبى زيد النيسابوري روى عن اسمعيل بن عبد الرحمن العصايدى وعنه نجم الدين الرازي الملقب بالداية وأوفى بن دلهم العدوى محدث ثقة من رجال الترمذي وأبو الوفا كنية جماعة من المحدثين وغيرهم ووفاء بن شريح المصرى تابعي عن رويفع بن ثابت وعنه زياد بن نعيم ( ى وقاه ) يقيه ( وقيا ) بالفتح ( ووقاية ) بالكسر ( وواقية ) على فاعلة ( صانه ) وستره عن الاذى وحماه وحفظه فهو واق ومنه قوله تعالى ما لهم من الله من واق أي من دافع وشاهد الوقاية قول البوصيرى وقاية الله أغنت عن مضاعفة * من الدروع وعن عال من الاطم وشاهد الواقية قول أبى معقل الهذلى فعاد عليك ان لكن حظا * وواقية كواقية الكلاب وفى حديث الدعاء اللهم واقية كواقية الوليد وفى حديث آخر من عصى الله لم تقه منه واقية الا باحداث توبة ( كوقاه ) بالتشديد والتخفيف أعلى ومنه قوله تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم وشاهد المشدد قول الشاعر * ان الموقى مثل ما وقيت * ( والوقاء ) كسحاب ( ويكسر الوقاية مثلثة ) وكذلك الواقية كل ( ما وقيت به ) شيأ وقال اللحيانى كل ذلك مصدر وقيته الشئ ( والتوقية الكلاءة والحفظ ) والصيانة والحفظ ( واتقيت الشئ وتقيته أتقيه وأتقيه تقى ) كهدى ( وتقية ) كغنية ( وتقاء ككساء ) وهذه عن اللحيانى أي ( حذرته ) قال الجوهرى اتقى يتقى أصله اوتقى يوتقى على افتعل قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأبدلت منها التاء وأدغمت فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا ان التاء من نفس الحرف فجعلوه اتقى يتقى بفتح التاء فيهما ثم لم يجدوا له مثالا في كلامهم يحلقونه به فقالوا تقى يتقى مثل قضى يقضى قال أوس تقاك بكعب واحد وتلذه * يداك إذا ما هز بالكف يعسل وقال خفاف بن ندبة جلاها الصيقلون فأخلصوها * خفافا كلها يتقى باثر وقال آخر من بنى أسد ولا أتقى الغيور إذا رأني * ومثلى لزبا لحمس الربيس ومن رواها بتحريك التاء فانما هو على ما ذكرته من التخفيف انتهى نص الجوهرى قال ابن برى عند قوله مثل قضى يقضى أدخل همزة الوصل على تقى والتاء متحركة لان أصلها السكون والمشهور تقى يتقى من غير همزة وصل لتحرك التاء وقال أيضا الصحيح في بيت الاسدي وبيت خفاف يتقى واتقى بفتح التاء لا غير قال وقد أنكر أبو سعيد تقى يتقى تقيا وقال يلزم في الامر اتق ولا يقال ذلك قال وهذا هو الصحيح ثم قال الجوهرى وتقول في الامر تق وللمرأة تقى قال عبد الله بن همام السلولى زيادتنا نعمان لا تنسينها * تق الله فينا والكتاب الذى تتلو بنى الامر على المخفف فاستغنى عن الالف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل انتهى وأنشد القالى تقى الله فيه أم عمرو ونولى * مودته لا يطلبنك طالب وقوله تعالى يا أيها النبي اتقى الله أي اثبت على تقوى الله ودم عليها وفى الحديث انما الامام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه أي يدفع به العدو ويتقى بقوته وفى حديث آخر كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي جعلناه وقاية لنا من العدو واستقبلنا العدو به وقمنا خلفه وقاية وفى حديث آخر وهل للسيف من تقية قال نعم تقية على أقذاذ وهدنة على دخن يعنى انهم يتقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك وفى التهذيب اتقى كان في الاصل اوتقى والتاء فيها تاء الافتعال فادغمت .
الواو في التاء وشددت فقيل اتقى ثم حذفوا ألف الوصل والواو التى انقلبت تاء فقيل تقى يتقى بمعنى استقبل الشئ وتوقاه وإذا قالوا تقى يتقى فالمعنى انه صار تقيا ويقال في الاول تقى يتقى ويتقى ( والاسم التقوى ) و ( أصله تقيا ) التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء وفى الصحاح التقوى والتقى واحد والواو مبدلة من الياء على ما ذكرناه في ريا انتهى ( قلبوه للفرق بين الاسم والصفة كخزيا وصديا ) وقال ابن سيده التقوى أصله وقوى وهى فعلى من وقيت وقال في موضع آخر أصله وقوى من وقيت فلما فتحت قلبت الواو تاء ثم تركت التاء في تصريف الفعل على حالها قال شيخنا وقد اختلف في وزنه فقيل فعول وقيل فعلى والاول هو الوجه لان الكلمة يائية كما في كثير من التفاسير ونظر فيه البعض واستوعبه في العناية ( وقوله D هو أهل التقوى ) وأهل المغفوة ( أي ) هو ( أهل ان يتقى عقابه ) وأهل أن يعمل بما يؤدى الى مغفرته وقوله تعالى وآتاهم تقواهم أي جزاء تقواهم أو الهمهم تقواهم ( ورجل تقى ) كغنى قال ابن دريد معناه انه موق نفسه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح من وقيت نفسي أقيها قال النحويون والاصل وقى فابدلوا من الواو الاولى تاء كما قالوا متزر والاصل موتزر وأبدلوا من الواو الثانية ياء وأدغموها في الياء التى بعدها وكسروا القاف لتصح الياء قال أبو بكر والاختيار عندي في تقى انه من الفعل فعيل فادغموا التاء الاولى في الثانية والدليل على هذا قولهم ( من اتقياء ) كما قالوا ولى من الاولياء ومن قال هو فعول قال لما أشبه فعيلا جمع كجمعه ( وتقواء ) وهذه نادرة ونظيرها سخواء وسرواء وسيبويه يمنع ذلك كله وقوله تعالى انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا تأويله ان أعوذ بالله ان كنت تقيا فستتعظ بتعوذى بالله منك ( والا وقية بالضم ) مع تشديد الياء وزنه أفعولة والالف زائدة وان جعلتها فعلية فهى من غير هذا الباب واختلف فيها فقيل هي ( سبعة مثاقيل ) زنتها