توفى الميت استيفاء مدته التى وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا ومنه قوله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها أي يستوفى مدد آجالهم في الدنيا وقيل يستوفى تمام عددهم الى يوم القيامة وأما توفى النائم فهو استيفاء وقت عقله وتميزه الى أن نام وقال الزجاج في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت قال هو من توفية العدد تأويله أي يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم كما تقول قد استوفيت من فلان وتوفيت منه مالى عليه تأويله أي لم يبق عليه شئ وقوله تعالى حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قال الزجاج فيه والله أعلم وجهان يكون حتى إذا جاءتهم ملائكة الموت يتوفونهم سألوهم عند المعاينة فيعترفون عند موتهم انهم كانوا كافرين لانهم قالوا لهم أينما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي بطلوا وذهبوا ويجوز أن يكون والله أعلم حتى إذا جاءتهم ملائكة العذاب يتوفونهم فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين أحدهما يتوفونهم عذابا وهذا كما تقول قد قتلت فلانا بالعذاب وان لم يمت ودليل هذا القول قوله تعالى ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال ويجوز أن يكون يتوفون عدتهم وهو أضعف الوجهين والله أعلم ( و ) من المجاز ( وافيت العام ) أي ( حججت ) نقله الزمخشري صارت الموافاة عندهم اسما للحج كما قالوا نزلت أي أتيت منى قاله الصاغانى ( و ) وافيت ( القوم أتيتهم ) كأنه أتاهم في الميعاد ( كاوفيتهم والموفية ) كمحسنة وفى التكملة بفتح الميم ( ة ) قرب بلاد كذا في التكملة فيها نخيلات نقله الحفصى عن الاصمعي قاله ياقوت ( و ) الموفية ( كمحدثة اسم طيبة صلى الله على ساكنها وسلم ) كأنها سميت بذلك لانها استوفت حظها من الشرف ( والوفاء ) ممدود ( ع ) في شعر الحرث بن حلزة عن ياقوت * قلت هو قوله فالمحياة فالصفاح فأعنا * ق قنان فعاذب فالوفاء ( والميفاء ) كمحراب كذا في النسخ والصحيح انه مقصور كما هو نص التهذيب والتكملة ( طبق التنور ) قال رجل من العرب لطباخه خلب ميفاك حتى ينضج الرودق قال خلب أي طبق والرودق الشواء ( و ) أيضا ( ارة توسع للخبز ) أي لخبز الملة ( و ) أيضا ( بيت يطبخ فيه الآجر ) رواه أبو الخطاب عن ابن شميل ( و ) أيضا ( الشرف من الارض ) يوفى عليه ( كالميفاة ) وهما مقصوران ( والوفى ) وهو بفتح فسكون وضبط في سائر النسخ كغنى وهو غلط والدليل على ذلك قول كثير وان طويت من دونه الارض وانبرى * لنكب الرياح وفيها وصغيرها ( وأوفى بن مطر وعبد الله بن أبى أوفى ) علقمة بن خالد بن الحرث الاسلمي أبو معاوية أو أبو ابراهيم أو أبو محمد ( صحابيان ) رضى الله تعالى عنهما هكذا في سائر النسخ والصواب ان أوفى بن مطر شاعر وليست له صحبة كما هو نص التكملة فتأمل ( وتوافى القوم تتاموا ) نقله الجوهرى ( والوفاء الطول ) وتمام العمر ( يقال مات فلان وأنت بوفاء أي بطول عمر ) وتمامه ( تدعو له بذلك ) عن ابن الاعرابي وفى التكملة أي تستوفى عمرك ( والوافى درهم وأربعة دوانيق ) وقال شمر بلغني عن ابن عيينة انه قال الوافى درهم ودانقان وقال غيره هو الذى وفى مثقالا وقد تقدم عن أبى بكر الزبيدى قريبا * ومما يستدرك عليه الوفى بفتح فسكون مصدر وفى يفى سماعا وبه فسر قول الهذلى إذا قدموا مائة واستأخرت مائة * وفيا وزادوا على كلتيهما عددا قال ابن سيدة وقد يجوز أن يكون قياسا غير مسموع فان أبا على قد حكى ان للشاعر أن يأتي لكل فعل بفعل وان لم يسمع والوفى كغنى الذى يعطى الحق ويأخذ الحق والجمع أوفياء وأوفى الله باذنه أظهر صدقه في اخباره عما سمعت أذنه ورجل وفى وميفاء ذو وفاء وقد وفى بنذره وأوفاه وأوفى به قال الله تعالى يوفون بالنذر وحكى أبو زيد وفى نذره وأوفاه أي أبلغه وقوله تعالى وابراهيم الذى وفى فيه وجهان أحدهما أي بلغ أن ليست تزر وازرة وزر أخرى والثانى وفى بما أمر به وما امتحن به من ذبح ولده وهو أبلغ من وفى لان الذى امتحن به من أعظم المحن وتوافينا في الميعاد ووافيته فيه وتوفى المدة بلغها واستكملها وأوفى المكان أتاه قال أبو ذؤيب أنادى إذا أوفى من الارض مربأ * لانى سميع لو أجاب بصير .
وأوفى فيه أشرف ووفى ريش الجناح فهو واف والوافى من الشعر ما استوفى في الاستعمال عدة أجزائه في دائرته وقيل هو كل جزء يمكن أن يدخله الزحاف فسلم منه وانه لميفاء على الاشراف أي لا يزال يوفى عليها وعير ميفاء على الاكام إذا كان من عادته ان يوفى عليها قال حميد الارقط يصف حمارا * أحقب ميفاء على الرزون * نقله الجوهرى والميفاة الموضع الذى يوفى فوقه البازى لا يناس الطير أو غيره وأوفى على الخمسين أي زاد وكان الاصمعي ينكره ثم عرفه وقال الزمخشري أوفى على المائة زاد عليها وهو مجاز وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم لهم وأنشد أبو عبيدة لمنظور العنبري ان بنى الادرد ليسوا من أحد * ولا توفاهم قريش في العدد أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم ولا تستوفى بهم عددهم ووافاه حمامه أدركه وكذا كتابه ووزن له بالوافية أي بالصنجة التامة والموافى المفاجئ ومنه قول بشر كان الاتحمية قام فيها * لحسن دلالها رشأ موافى قاله أبو نصر الباهلى واستدل بقول الشاعر وكأنما وافاك يوم لقيتها * من وحش وجرة عاقد متربب أي فاجأك وقيل موافى أي قد وافى جسمه جسم أمه أي صار مثلها والموفيات بنجد بالحمى من جبال بنى جعفر قال الشاعر الاهل الى شرب بناصفة الحمى * وقيلولة بالموفيات سبيل