ونقل ياقوت عن الاصمعي ان منى جبل حول حمى ضرية وأنشد : أتبعتهم مقلة انسانها غرق * كالفض في رقراق الدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجبال بهم * عن هضب غول وعن جنبى منى زور ( وأمنى ) الرجل عن ابن الاعرابي ( وامتنى ) عن يونس ( أتى منى أو نزلها ) التفسير الاول ليونس والثانى لابن الاعرابي ومن ذلك لغز الحريري في فتيا العرب هل يجب الغسل على من أمنى قال لا ولو ثنى ( وتمناه ) تمنيا ( أراده ) قال ثعلب التمنى حديث النفس بما يكون وبما لا يكون وقال ابن الاثير التمنى تشهى حصول الامر المرغوب فيه وقال ابن دريد تمنيت الشئ أي قدرته وأحببت أن يصير الى من المنى وهو القدر وقال الراغب التمنى تقدير شئ في النفس وتصويره فيها وذلك قد يكون عن تخمين وظن ويكون عن روية وبناء على أصل لكن لما كان أكثره عن تخمين صار الكذب له أملك فأكثر التمنى تصور مالا حقيقة له ( ومناه اياه ) مناه ( به تمنية ) جعل له أمنيته ومنه قوله تعالى ولا ضلنهم ولا منينهم ( وهى المنية بالضم والكسر والامنية بالضم ) وهى أفعولة وجمعها الامانى قال الليث ربما طرحت الهمزة فقيل منيه على فعلة قال الازهرى وهذا لحن عند الفصحاء انما يقال منية على فعلة وجمعها منى ويقال أمنية على أفعولة وجمعها أمانى بتشديد الياء وتخفيفها وقال الراغب الامنية الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشئ وشاهد المنى أنشد القالى : كأنا لا ترانا تاركيها * بعلة باطل ومنى اغترار وشاهد الامانى قول كعب : فلا يغرنك ما منت وما وعدت * ان الامانى والاحلام تضليل ( وتمنى ) تمنيا ( كذب ) وهو تفعل من منى يمنى إذا قدر لان الكاذب في نفسه الحديث وقال الراغب لما كان الكذب تصور مالا حقيقة له وايراده باللفظ صار التمنى كالمبد اللكذب فصح أن يعبر عن الكذب بالتمني وعلى ذلك بالتمني وعلى ذلك ما روى عن عثمان رضى الله تعالى عنه ما تمنيت منذ أسلمت أي ما كذبت انتهى ويقال هو مقلوب تمين من المين وهو الكذب ( و ) تمنى ( الكتاب قرأه ) وكتبه وبه فسر قوله تعالى الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته أي قرأ وتلا فألقى في تلاوته ما ليس فيه قال الشاعر يرثى عثمان رضى الله تعالى عنه : تمنى كتاب الله أول ليله * وآخره لاقى حمام المقادر وقال آخر : تمنى كتاب الله آخر ليلة * تمنى داود الزبور على رسل .
أي تلا كتاب الله مترسلا فيه قال الازهرى والتلاوة سميت أمنية لان تالى القرآن إذا مر باية رحمة تمناها وإذا مر باية عذاب تمنى أن يوقاه وقال الراغب قول تعالى ومنهم لا يعلمون الكتاب الا أمانى قال مجاهد معناه الا كذبا وقال غيره الا تلاوة وقوله تعالى ألقى الشيطان في أمنيته قد تقدم أن التمنى كما يكون عن تخمين وظن قد يكون عن روية وبناء على أصل ولما كان النبي A كثيرا ما كان يبادر الى ما نزل به الروح الامين على قلبه حتى قيل له ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه لا تحرك به لسانك لتعجل به سمى تلاوته على ذلك تمنيا ونبه ان للشيطان تسلطا على مثله في أمنيته وذلك من حيث بين أن العجلة من الشيطان ( و ) تمنى ( الحديث اخترعه وافتعله ) ولا أصل له ومنه قول رجل لابن دأب وهو يحدث هذا شئ رويته أم شئ تمنيته أي افتعلته واختلقته ولا أصل له ويقول الرجل والله ما تمنيت هذا الكلام ولا اختلقته ( والمنية بالضم ويكسر ) عن ابن سيده واقتصر الجوهرى على الضم ونقل ابن السكيت عن الفراء الضم والكسر معا ( والمنوة ) بالفتح كذا في النسخ والصواب المنوة بفتح فضم فتشديد واو ( أيام الناقة التى لم يستيقن ) وفى المحكم لم يستبن ( فيها لقاحها من حيالها ) ويقال للناقة في أول ما تضرب هي في منيتها وذلك ما لم يعلموا بها حمل أم لا ( فمنية البكر التى لم تحمل عشر ليال ومنية المثنى وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة ) قيل وهى منتهى الايام ( ثم ) بعد مضى ذلك ( تعرف ألاقح هي أم لا ) هذا نص ابن سيده وقال الجوهرى منية الناقة الايام التى يتعرف فيها ألا قح هي أم لا وهى ما بين ضراب الفحل اياها وبين خمس عشرة ليلة وهى الايام التى يستبرأ فيها لقاحها من حيالها يقال هي في منيتها انتهى وقال الاصمعي المنية من سبعة أيام الى خمسة عشر يوما تستبرأ فيها الناقة ترد الى الفحل فان قرت علم أنها لم تحمل وان لم تقر علم انها قد حملت نقله القالى وقال ابن شميل منية القلاص سواء عشر ليال وقال غيره المنية التى هي المنية سبع وثلاث للقلاص وللجلة عشر ليال ( و ) قال أبو الهيثم قرئ على نصير وأنا حاضر ( أمنت ) الناقة ( فهى ممن وممنية ) إذا كانت في منيتها ( وقد استمنيتها ) قال ابن الاعرابي البكر من الابل تستمنى بعد أربع عشرة واحدى وعشرين والمسنة بعد سبتعة أيام قال والاستمناء أن يأتي صاحبها فيضرب بيده على صلاها وينقربها فان اكتارت بذنبها أو عقدت رأسها وجمعت بين قطريها علم أنها لاقح وقال في قول الشاعر : قامت تريك لقاحا بعد سابعة * والعين شاحبة والقلب مستور كأنها بصلاها وهى عاقدة * كور خمار على عذراء معجور قال مستور إذا القحت ذهب نشاطها ( ومنيت به بالضم منيا ) بالفتح أي ( بليت به ) وقد مناه منيا بلاه ( وماناه ) مماناة ( جازاه ) عن أبى سعيد ( أو ) ماناه ( ألزمه ) كذا في النسخ والصواب لزمه ( و ) ماناه ( ما طله ) كذا في النسخ والصواب طاوله كما في الصحاح وغيره وأنشد الجوهرى لغيلان بن حريث فالا يكن فيها هرار فانني * بسل يمانيها الى الحول خائف