وينون وشكاة وشكاوة وشكية ) كغنية ( وشكاية بالكسر ) على حد القلب كعلاية الا ان ذلك علم فهو أقبل للتغيير وانما قلبت واوه ياء لان أكثر مصادر فعالة من المعتل انما هو من قسم الياء كالجراية والولاية والوصاية فحملت الشكاية عليه لقلة ذلك في الواو والمعنى أخبره بضعف حاله وشكى فلانا إذا أخبره بسوء فعله به ( وتشكى واشتكى ) كشكا وقال الراغب الشكاية اظهار البث يقال شكوت واشتكيت ومنه قوله تعالى انما أشكو بثى وحزني الى الله وقوله تعالى وتشتكى الى الله وأصل الشكو فتح الشكوة واظهار ما فيها وهى سقاء صغير وكانه في الاصل استعارة كقولهم بثثت له ما في وعائي ونفضت له ما في جرابى إذا أظهرت ما في قلبك ( وتشاكوا شكا بعضهم الى بعض والشكو والشكوى والشكواء ) بالمدعن الازهرى ( والشكاة والشكاء المرض ) نفسه قال أبو المجيب لابن عمته ما شكاؤك يا ابن حكيم قال انتهاء المدة وانقضاء العدة وأنشد الازهرى أخ ان تشكى من أذى كنت طبه * وان كان ذاك الشكوبى فأخى طبى ( وقد شكاه ) شكوا وشكاة وشكوى وتشكى واشتكى ( والشكى كغنى المشكو والموجع ) أي الذى يشتكى فعيل أو مفعول قال الطرماح * وسمى شكى ولساني عارم * ( و ) الشكى أيضا ( من يمرض أقل مرض وأهونه كالشاكي ) كما في المحكم ( وأشكى فلانا وجده شاكيا ) وفى التهذيب أشكى صادف حبيبه يشكو ( و ) أشكى ( فلانا من فلان أخذله منه ما يرضيه ) نقله ابن سيده ( و ) أشكى ( فلانا زاده أذى وشكاية ) يقال شكانى فأشكيته إذا زدته أذى وشكوى نقله الازهرى وفى المحكم أتى إليه ما يشكو به فيه وفى الصحاح أشكيت فلانا إذا فعلت به فعلا أحوجه الى أن يشكوك ( و ) أشكى أيضا إذا ( أزال شكايته ) وفى الصحاح إذا أعتبه عن شكواه ونزع من شكاية فأزاله عما يشكوه وفى المصباح فالهمزة للسلب ( ضد ) ومنه الحديث شكونا الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا فلم يشكنا أي لم يزل شكايتنا ( وهو يشكى بكذا ) أي ( يتهم به ) حكاه يعقوب في الالفاظ وأنشد قالت له بيضاء من أهل ملل * رقراقة العينين تشكى بالغزل ( والشكوة وعاء من أدم للماء واللبن ) وقال الراغب وعاء صغير يجعل فيه الماء وفى الصحاح هو جلد الرضيع وهو للبن فإذا كان جلد الجذع فما فوقه سمى وطبا وفى المحكم مسك السخلة مادام يرضع وقيل وعاء من أدم يبرد فيه الماء ويحبس فيه اللبن وفى التهذيب مادامت ترضع فإذا فطم فمسكه البدرة فإذا أجذع فمسكه السقاء ( ج شكوات ) محركة ( وشكاء ) بالكسر والمد ( وشكت النساء تشكية ) في قول الرائد ( واشتكت ) اشتكاء ( و ) قال ثعلب انما هو ( تشكت ) النساء أي ( اتخذتها المخض اللبن ) لانه قليل أي أن الشكوة صغيرة قال يمخض فيها الا القليل وفى التهذيب شكى وتشكى اتخذ الشكوة قال الشاعر وحتى رأيت العنز تشرى وشكت الأيامى وأضحى الريم بالد وطاويا قال العنز تشرى للخصب سمنا ونشاطا وأضحى الريم طاويا أي طوى عنقه من الشبع فربض وشكت الأيامى أي كثر الرسل حتى صارت الايم يفضل لها لبن فتحقنه في شكوتها ( والشكو الحمل الصغير ) نقله ابن سيده ( و ) شكو ( أبو بطن ) من العرب عن ابن دريد ( والمشكاة بالكسر كل كوة غير نافذة ) كما في المحكم ونقله الجوهرى عن الفراء وفى الاساس طوبق في الحائط غير نافذ وقال ابن جنى ألفها منقلبة عن واو بدليل أنهم قد تنحوابها منحاة الواو كما يفعلون بالصلوة ومنه قوله تعالى كمشكوة فيها مصباح وقال الزجاج قيل هي بلغة الحبشة وهى في كلام العرب وذكره ابن الجواليقى في المعرب والخفاجي في شفاء الغليل وجمهور المفسرين كابن جبير وسعيد بن عياض يقولون هي الكوة في الحائط غير النافذة وهى أجمع للضوء والمصباح فيها أكثر انارة في غيرها وقال مجاهد المشكاة العمود الذى يكون المصباح على رأسه وقال أبو موسى المشكاة الحديدة أو الرصاصة التى يكون فيها الفتيل وقال الازهرى بعد ما نقل كلام الزجاج أراد والله أعلم بالمشكاه قصبة الزجاجة التى يستصبح فيها وهى موضع الفتيلة شبهت بالمشكاة وهى الكوة .
انتهى وقال مجاهد أيضا المشكاة الحديدة التى يعلق بها القنديل قال ابن عطية وقول ابن جبير أصح الاقوال ونقل السهيلي عن المفسرين في تفسير الاية أي مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة فهو إذا نور الايمان والمعرفة المجلى لكل ظلمة وشك وقال كعب المشكاة صدر محمد صلى الله تعالى عليه وسلم والمصباح لسانه والزجاجة فمه ( و ) رجل ( شاكى السلاح ) أي ( ذوشوكة وحد في سلاحه ) قالب الاخفش هو مقلوب من شائك قاله الجوهرى وقد تقدم تحقيقه في الكاف ( والشاكى الاسد والشكى بتشديد الكاف ) مع ضم الشين من السلاح معرب ( ذكر في ش ك ك ووهم الجوهرى ) في ذكره هنا نبه عليه الصاغانى ( وشكى كحتى ة بارمينية منها اللجم والجلود ) الشكية ( وشكى شاكيه تشكية كف عنه و ) أيضا ( طيب نفسه ) هكذا في النسخ وهو تصحيف قبيح وقع فيه المصنف والصواب وسلى شاكيه أي طيب نفسه وعزاه عما عراه وكل شئ كف عنه فقد سلى شاكيه كذا في التكملة فتأمل * ومما يستدرك عليه الشكية كغنية اسم للمشكو كالرمية اسم للمرمى والجمع شكايا ويجمع الشكوى على شكاوى وتشكى واشتكى مرض ويستعمل الشكو في الوجد أيضا وأشكاه أبثه شكواه وما كابده من الشوق والشكاة العيب ومنه قول ابن الزبير حين عيره رجل بأمه ذات النطاقين * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها * ويقال للبعير إذا أتعبه السير فمد عنقه وكثر أنينه قد شكا ومنه قول الشاعر شكى الى جملى طول السرى * صبرا جميلا فكلا نا مبتلى