قوله بلا شفا أي قد غابت الشمس أو بشفا أي وقد بقيت منها بقية ( و ) الشفا ( حرف كل شئ ) والجمع اشفاء ويضرب به المثل في القرب من الهلكة قال الله تعالى على شفا جرف هار وقوله تعالى وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ويقال هو على شفا الهلاك وهو مجاز وتثنيته شفوان قال الا خفش لما لم تجز فيه الا مالة عرف انه من الواو لان الاملة من الياء كذا في الصحاح ( وأشفى عليه أشرف ) وحصل على شفاه وهو يستعمل في الشر غالبا ويقال في الخير لغة قاله ابن القطاع ( و ) أشفى ( الشئ اياه ) إذا ( أعطاه يستشفى به ) وقال ابن القطاع أشفاه العسل جعله له شفاء ونقله الجوهرى عن أبى عبيدة وقال الازهرى أشفاه وهب له شفاء من الدواء ( واشتفى بكذا ) نال الشفاء ( وتشفى من غيظه ) كما في الصحاح وفى التهذيب تشفى من عدوه إذا نكى فيه نكاية تسره ( وسموا شفاء ) وغالب ذلك في أسماء النساء فمنهن الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية والشفاء بنت عبد الرحمن الانصارية والشفاء بنت عوف أخت عبد الرحمن صحا بيات ( والا شفياء أكمة ) كذا في التكملة وقال أبو عمر والا شفيان كانه مثنى الا شفى وهما ظربان مكتنفا ماء يقال له الطنى لبنى سليم قاله نصر * ومما يستدرك عليه استشفى طلب الشفاء واستشفى المريض من علته بر أو يقال شفاء العمى السؤال وهو مجازو أشفى سار في شفا القمر وهو آخر الليل وأشفى أشرف على وصية أو وديعة وأشفى زيد عمرا إذا وصف له دواء يكون شفاؤه فيه وأشفى إذا أعطى شيأ ما قال الشاعر ولا تشفى أباها لو أتاها * فقيرا في مباءتها صماما وأخبره فلان فاشتفى به أي نفع بصدقه وصحته وشفاه بكل شئ تشفية عالجه بكل ما يشتفى به وما شفى فلان أفضل مما شفيت أي ما ازداد وربح قيل هو من باب الابدال كتقضى وشفية كسمية بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أسد والا شافي كانه جمع اشفى الذى يخزز به واد في بلاد بنى شيبان قال الاعشى أمن جبل الأمرار صرت خيامكم * على نبا ان الا شافي سائل قال ياقوت هذا مثل ضربه الاعشى لان أهل جبل الامرار لا يرحلون الى الا شافي ينتجعونه لبعده الا ان يجدبوا كل الجدب ويبلغهم انه مطر وسال ( وشفت الشمس تشفو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده أي ( قاربت الغروب ) قال ومر في الياء لان الكلمة يائية واوية ( و ) شفا ( الهلال ) إذا ( طلع و ) شفا ( الشخص ) إذا ( ظهرو ) أبوا الحصين ( الهيثم بن شف كعم ) الرعينى ( محدث ) عن أبى ريحانة مولى رسول الله A وفضالة بن عبيد وعبد الله بن عمرو وعنه يزيد بن أبى حبيب وعباس القتبانى ( وقول المحدثين شفى كرضى أو سمى لحن ) والصواب الاول كما قاله النسائي وغيره ( وشفى كسمى ابن ماتع ) الاصبحي ( محدث ) عن أبى هريرة وعبد الله بن عمرو وعنه ابنه حسين وعقبة بن مسلم وربيعة بن سيف مات سنة 105 وابنه ثمامة بن شفى محدث أيضا ( والشفة ) للانسان معروفة و ( نقصانها ) اما ( واو ) تقول ثلاث شفوات ( أو هاء ) وتجمع شفاها ومنه المشافهة ( وتقدم ) في الهاء * ومما يستدرك عليه الشفا حرف الشئ حكى الزجاج في تثنيته شفوان والحروف الشفوية منسوبة الى الشفة عن الخليل وشفية كغنية ركية على بحيرة الاحساء ورجل أشفى هو الذى لا تنضم شفتاه وامرأة شفياء كذا ذكره ابن عباد وذو شفى كسمى ابن مشرق بن زيد بن جشم الهمداني ( والشقا ) بالقصر ( الشدة والعسر ) نقله الازهرى ( ويمد ) وقد ( شقى كرضى ) انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها يشقى انقلبت في المضارع ألفا لفتحة ما قبلها وتقول يشقيان فيكونان كالماضي كما في الصحاح ( شقاوة ويكسر ) وبه قرأ قتادة ربنا غلبت علينا شقاوتنا وهى لغة وانما جاء بالواو لانه بنى على التأنيث في أول أحواله وكذلك النهاية فلم تكن الياء والواو حرفي اعراب ولو بنى على التذكير لكان مهموزا كقولهم عظاءة وعباءة وصلاءة وهذا أعل قبل دخول الهاء ( وشقا ) بالقصر ( وشقاء ) بالمد ( وشقوة ويكسر ) وبهما قرئ أيضا قال الراغب الشقاوة خلاف السعادة والشقوة كالردة والشقاوة كالسعادة من حيث الاضافة وكما أن السعادة في الاصل ضربان سعادة أخروية وسعادة دنيوية ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضرب سعادة نفسية وبدنية وخارجية كذلك الشقاوة على هذه الا ضرب وهى الشقاوة الاخروية والدنيوية قال وقال بعضهم قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا وكل شقاوة تعب وليس كل تعب شقاوة فاتعب أعم من الشقاوة ( وشقاه الله وأشقاه ) ضد أسعده الله وهو شقى من قوم أشقياء بين الشقوة بالكسر والفتح وقوله تعالى ولم أكن بد عائك رب شقيا أراد كنت مستجاب الدعوة ( والمشقى ) بالكسر ( المشط لغة في الهمز وأشقى ) إذا ( سرح به ) كلاهما عن أبى زيد ( وشاقاه ) مشاقاة وشيقاء ( عالجه في الحرب ونحوه ) صوابه ونحوها .
كما في التهذيب وفى الصحاح عاناه وما رسه ( و ) شاقاه ( غالبه في الشقاء فشقاه يشقوه ) أي ( غلبه ) نقله الجوهرى وفى المحكم كان أشد شقاء منه ( والشاقى من الجبال الحيد الطالع الطويل ) لا يستطاع ارتقاؤه ( ج شواق ) قال الصغانى والقياس الهمز * ومما يستدرك عليه المشاقاة وأيضا المصابرة وهو مجاز قال الراجر إذا يشاقى الصابرات لم يرث * يكاد من ضعف القوى لا ينبعث يعنى جملا يصابر الجمال مشيا وهو أشقى من أشقى ثمود وأشقى من رائض مهر أي أتعب وهو مجاز ويجمع الشاقى من الجبال على شقيان بالضم أيضا وشقا ناب البعير شقيا طلع لغة في الهمز عن ابن سيده ( يوشكا ) فلان ( أمره الى الله ) تعالى يشكو ( شكوى