فيه وجهان ان شئت جعلت ما بمنزلة الذى واضمرت مبتدأ ورفعت الاسم الذى تذكره لخبر المبتدا تقول جانى القوم لا سيما أخوك أي ولا سى الذى هو أخوك وان شئت جررت ما بعده على ان تجعل ما زائدة وتجر الاسم بسى لان معنى سى مثل وينشد لامرئ القيس الارب يوم لك منهن صالح * ولا سيما يوم بدارة جلجل مجرور أو مرفوعا وتقول اضرب القوم ولا سيما أخيك أي ولا مثل ضربة أخيك وان قلت ولا سيما أخوك أي ولا مثل الذى هو أخوك تجعل ما بمعنى الذى وتضمر هو وتجعله مبتدا وأخوك خبره قال الاخفش قولهم ان فلانا كريم ولا سيما ان أتيته قاعدا فان ما ههنا زائدة ولا تكون من الاصل وحذف هنا الاضمار وصار ما عوضا منه كأنه قال ولا مثله ان أتيته قاعدا انتهى وفى المصباح عن ابن جنى ويجوز النصب على الاستثناء وليس بالجيد قالوا ولا يستعمل الا مع الجحد نص عليه أبو جعفر النحوي في شرح المعلقات وابن يعيش وصاحب البارع وقال السخاوى عن ثعلب من قاله بغير اللفظ الذى جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ يعنى بغير لا لان لا وسيما تركبا وصارا كالكلمة الواحدة وتساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها فيكون كالمخرج عن مساواته الى التفضيل فقولهم تستحب الصدقة في شهر رمضان لا سيما في العشر الاواخر معناه واستحبابها في العشر الواخر آكد وأفضل فهو مفضل على ما قبله قال ابن فارس ولا سيما أي ولا مثل ما كأنهم يريدون تعظيمه وقال السخاوى أيضا وفيه ايذان بأن له فضيلة ليست لغيره إذا تقرر ذلك فلو قيل سيما بغير نفى اقتضى التسوية وبقى المعنى على التشبيه فيبقى التقدير تستحب الصدقة في شهر رمضان مثل استحبابها في العشر الاواخر ولا يخفى ما فيه وتقدير قول امرئ القيس مضى لنا أيام طيبة ليس فيها يوم مثل يوم دارة جلجل فانه أطيب من غيره ولو حذفت لا بقى المعنى مضت لنا أيام طيبة مثل يوم دارة جلجل فلا يبقى فيه مدح ولا تعظيم وقد قالوا لا يجوز حذف العامل وابقاء عمله ويقال أجاب القوم لا سيما زيد والمعنى فانه أحسن اجابة فالتفضيل انما حصل من التركيب فصارت لا مع سيما بمنزلتها في قولك لا رجل في الدار فهى المفيدة للنفي وربما حذفت للعلم بها وهى مرادة لكنه قليل ويقرب منه قول ابن السراج وابن بابشاذو بعضهم يستثنى بسيما انتهى ( ويخفف الياء ) نقله صاحب المصباح قال وفتح السين مع التثقيل لغة أيضا ( و ) حكى اللحيانى ما هو لك بسى أي بنظير وما هم لك باسواء و ( لاسى لما فلان ولا سيك ما فلان ولاسية فلان ) وهذه لم يذكرها اللحيانى ثم قال ( و ) يقولون ( لاسيك إذا فعلت ) ذاك ( ولا سى لمن فعل ذلك و ) في المؤنث ( ليست المرأة لك بسى وما هن لك باسواء ) كل ذلك بمعنى المثل والنظير وقول أبى ذؤيب وكان سيان الا يسر حوانعما * أو يسر حوه بها واغبرت السوج وضع أوهنا موضع الواو كراهية الخبن وسواء وسيان لا يستعملان الا بالواو ومثله قول الاخر فسيان حرب أو تبوء بمثله * وقد يقبل الضيم الذليل المسير ( ومررت برجل سواء ) والعدم ( ويكسرو ) مررت برجل ( سوى بالكسر والضم والعدم أي سواء وجوده وعدمه ) وحكى سيبويه سواء هو والعدم وقالوا هذا درهم سواء بالنصب على المصدر كأنك قلت استواء والرفع على الصفة كأنك قلت مستو وقوله تعالى سواء للسائلين وقرئ سواء على الصفة ( و ) قوله تعالى ( مكانا سوى ) هو بالكسر والضم قال الفراء وأكثر كلامهم بالفتح إذا كان بمعنى نصف وعدل فتحوه ومدوه والكسر مع الضم عربيان وقرئ بهما وقال الراغب مكان سوى وسوى مستو طرفا ويستعمل وصفا وظرفا وأصل ذلك مصدر وقال ابن سيده أي ( معلم ) هو الاثر الذى يستدل به على الطريق وتقديره ذو معلم يهتدى به إليه قاله شيخنا ( وهو لا يساوى شيأ ) أي لا يعادله وفى المصباح المساواة المماثلة والمعادلة قدرا وقيمة ومنه قولهم هذا يساوى درهما أي يعادل قيمته درهما انتهى وفى حديث البخاري ساوى الظل التلال قال الحافظ أي ماثل امتداده ارتفاعها وهو قدر القامة انتهى وقال الراغب المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل يقال هذا الثوب مساو لذلك الثوب وهذا الثوب مساو لذلك الدرهم وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساو لذلك السواد ( ولا يسوى كيرضى ) لغة ( قليلة ) أنكرها أبو عبيدة وحكاها غيره وفى المصباح وفى لغة قليلة سوى درهما يسواه وفى التهذيب قال الفراء لا يساوى الثوب وغيره كذا ولم يعرف يسوى وقال الليث يسوى نادرة ولا يقال منه سوى ولا سوى كما ان نكراء جاءت نادرة ولا يقال لذكرها أنكر ويقولون نكر ولا يقولون ينكر قال الازهرى قلت قول الفراء صحيح ولا يسوى ليس من كلام العرب بل من كلام المولدين وكذا لا يسوى ليس بعربي صحيح انتهى الاخيرة بضم الياء وهى كثيرة الجرى على ألسنة العامة وقال شيخنا لا يسوى أنكرها الجماهير وصرح في الفصيح بانكارها ولكن حكاها شراحه وقيل هي صحيحة .
فصيحة وهى لغة الحجازيين وان ضعفها ابتذالها قالوا وهى من الافعال التى لا تتصرف أي لم يسمع منها الافعل واحد ماض كعسى وتبارك أو مضارع كيسوى ويبقى في قول وأورده الخفاجى في شفاء الغليل وفى الريحانة وهى في الارتشاف وغيره ( و ) أبو أحمد ( محمد بن على بن محمد ) بن عبد الله ( بن سيويه كعمرويه المؤدب ) المكفوف سمع أبا الشيخ الاصبهاني وعنه الحداد وعبد العزيز النخشبى ( وعلى بن أحمد بن محمد ) بن عبد الله ( بن سيويه ) الشحام عن القباب وعنه سعيد بن محمد المعدانى ( محدثان ) والاخير من قرابة الاول يجتمعان في محمد بن عبد الله ( واستوى ) قد يسند إليه فاعلان فصاعداو هذا قد تقدم ذكره ويكون بمعنى ( اعتدل ) في ذاته ومنه قوله تعالى ذو مرة فاستوى وفاذا استويت أنت ومن معك على الفلك ولتستووا على ظهوره وفاستوى على سوقه