( والحيا ) مقصورا ( الخطب ) وما يحيى به الارض والناس ( و ) قال اللحيانى هو ( المطر ) لاحيائه الارض وإذا ثنيت قلت حييان فتبين الياء لان الحركة غير لازمة وانما سمى الخصب حياء لانه يتسبب عنه ( ويمد ) فيهما والجمع أحياء ( و ) الحيا ( اسم امرأة ) قال الراعى ان الحيا ولدت أبى وعمومتي * ونبت في وسط الفروع نضار * قلت وابن الحيا الذى قال فيه الجعدى جهلت على ابن الحيا وظلمتني * وجمعت قولا جانبيا مضللا ( و ) الحياء ( بالمد التوبة والحشمة ) وقال الراغب هو انقباض النفس عن القبائح وقد ( حيى منه ) كرضى ( حياء ) استحيى نقله الجوهرى عن أبى زيد وأنشد ألا تحيون من تكثير قوم * لعلات وأمكم رقوب أي الا تستحيون قال وتقول في الجمع حيوا كما يقال خشوا قال سيبويه ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لان الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا الى الضم ولم تحرك الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضمت الياء الباقية لاجل الواو وقال بعضهم حيوا بالتشديد تركه على ما كان عليه للادغام ( واستحيى منه ) بياءين ( واستحى منه ) بياء واحدة حذفوا الياء الاخيرة كراهية التقاء الياءين وقال الجوهرى أعلوا الياء الاولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا استحيت استثقالا لما دخلت عليها الزوائد قال سيبويه حذفت لالتقاء الساكنين لان الياء الاولى تقلب ألفا لتحركها قال وانما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم وقال أبو عثمان المازنى لم تحذف لالتقاء الساكنين لانها لو حذفت لذلك لردوها إذ قالوا هو يستحى ولقالوا يستحيى قال ابن برى قول أبى عثمان موافق لقول سيبويه والذى حكاه عن سيبويه ليس هو قوله وانما هو قول الخليل لان الخليل يرى ان استحيت أصله استحيت فاعل اعلال استعيت وأصله أستعيبت وذلك بان تنقل حركة الياء على ما قبلها وتقلب ألفا ثم تحذف لالتقاء الساكنين وأما سيبويه فيرى انها حذفت تخفيفا لاجتماع الياءين لا لاعلال موجب لحذفها كما حذفت السين في أحسست حتى قلت أحست ونقلت حركتها على ما قبلها تخفيفا انتهى ثم قال الجوهرى وقال الاخفش استحى بياء واحدة لغة تميم وبياين لغة أهل الحجاز وهو الاصل لان ما كان موضع لامه معتلا .
لم يعلوا عينه ألا ترى انهم قالوا أحييت وحويت ويقولون قلت وبعت فيعلون العين لما لم تعتل اللام وانما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أدر في لا أدرى ( واستحياه ) واستحاه يتعديان بحرف وبغير حرف وقال الازهرى للعرب في هذا الحرف لغتان يستحى بياء واحدة وبياءين والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله تعالى ان الله لا يستحيى أن يضرب مثلا وقال ابن برى شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير لولا الحياء لهاج لى استعبار * ولزرت قبرك والحبيب يزار وفى الحديث الحياء شعبة من الايمان قال ابن الاثير وانما جعل الحياء بعض الايمان لان الايمان ينقسم الى ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى الله عنه فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الايمان ومنه الحديث إذا لم تستح فاصنع ما شئت لفظه أمر ومعناه توبيخ وتهديد ( وهو حيى كغنى ذو حياء ) والانثى بالهاء ( و ) الحياء ( الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع ) قال ابن سيده وخص ابن الاعرابي به الشاة والبقرة والظبية ( وقد يقصر ) عن الليث وقال الازهرى هو خطأ لا يجوز قصره الا لشاعر ضرورة وما جاء عن العرب الا ممدودا وانما سمى حياء باسم الحياء من الاستحياء لانه يستر عن الادمى من الحيوان ويستفحش التصريح بذكره واسمه الموضوع له ويستحى من ذلك ويكنى عنه وقال ابن برى وقد جاء الحياء لرحم الناقة مقصورا في شعر أبى النجم وهو قوله * جعد حياها سبط لحياها * ( ج أحياء ) عن أبى زيد وحمله ابن جنى على انه جمع حياء بالمد قال كسر وافعالا على أفعال حتى كأنهم انما كسر وافعلاء ( وأحيية ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وقال ابن برى في كتاب سيبويه أحيية جمع حياء لفرج الناقة وذكر أن من العرب من يدغمه فيقول أحية ونقل غيره عن سيبويه قال ظهرت الياء في أحيية لظهورها في حيى والادغام أحسن لان الحركة لازمة فان أظهرت فاحسن ذلك ان تخفى كراهية تلاقى المثلين وهى مع ذلك بزنتها متحركة ( وحى ) بالفتح ( ويكسر ) كلاهما عن سيبوية أيضا ( والتحية السلام ) عن أبى عبيد وقال أبو الهيثم التحية في كلام العرب ما يحيى به بعضهم بعضا إذا تلاقوا قال وتحية الله التى جعلها في الدنيا لمؤمنى عباده إذا تلاقوا ودعا بعضهم لبعض فاجمع الدعاء ان يقولو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله D تحيتهم يوم يلقونه سلام ( و ) قد ( حياه تحية ) وحكى اللحيانى حياك تحية المؤمن أي سلم عليك ( و ) التحية ( البقاء ) عن ابن الاعرابي وبه فسر قول زهير بن جناب الكبى وكان ملكا في قومه ولكل ما نال الفتى * قد نلته الا التحيه قال ابن برى زهير هذا سيد كلب في زمانه وكان كثير الغارات وعمر عمرا طويلا وهو القائل لما حضرته الوفاة ابني ان أهلك فانى قد بنيت لكم بنيه وتركتكم أولاد سا * دات زنادكم وريه ولكل ما نال الفتى * قد نلته الا التحيه ( و ) التحية ( الملك ) وهو قول الفراء وأبى عمرو وبه فسر الجوهرى قول زهير المذكور قال وانما أدغمت لانها تفعلة والهاء لازمة أي تفعلة من الحياة وانما أدغمت لاجتماع الامثال والتاء زائدة وقال سيبويه تحية تفعله والهاء لازمة والمضاعف من الياء قليل لان الياء قد تنقل وحدها لا ما فإذا كان قبلها ياء كان أثقل لها قال ابن برى والمعروف في التحية هنا انما هي البقاء لا بمعنى الملك