من يقول حائية ى ( الحى بكسر الحاء ) الحياة زعموا قاله ابن سيده وأنشد للعجاج كأنها إذ الحياة حى * واذ زمان الناس دغفلى ( و ) كذلك ( الحيوان بالتحرى ) ومنه قوله تعالى وان الدار الاخرة لهى الحيوان أي دار الحياة الدائمة قال الفراء كسر أول حى لئلا تبدل الياء واوا كما قالوا بيض وعين قال ابن برى الحى والحيوان ( والحياة ) مصادر ويكون الحيوان صفة كالحى كالصميان للسريع قال ابن سيده والحياة كتبت في المصحف بالواو ليعلم ان الواو بعد الياء في حد الجمع وقيل على تفخيم الالف ( و ) حكى ابن جنى عن قطرب ان أهل اليمن يقولون ( الحيوة بسكون الواو ) قبلها فتحة فهذه الواو بدل من ألف حياة وليست بلام الفعل من حيوت ألا ترى أن لام الفعل ياء وكذلك يفعل أهل اليمن بكل ألف منقلبة عن واو كالصلاة والزكاة ( نقيص الموت ) وقال الراغب الحياة تستعمل على اوجه الاولى للقوة النامية الموجودة في النبات والحيوان ومنه قيل نبات حى وجعلنا من الماء كل شئ حى والثانية للقوة الحساسة وبه سمى الحيوان حيوانا والثالثة للقوة العاقلة ومنه قوله تعالى أو من كان ميتا فاحييناه وقال الشاعر لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادى والرابعة عبارة عن ارتفاع الغم وبهذا النظر قال الشاعر ليس من مات فاستراح بميت * انما الميت ميت الاحياء والخامسة الحياة الاخروية الابدية وذلك يتوصل إليها بالحياة التى هي العقل والعلم ومنه قوله تعالى يا ليتنى قدمت لحياتي يعنى به الحياة الاخروية الدائمة والسادسة الحياة التى يوصف بها الباري تعالى فانه إذا قيل فيه تعالى انه حى فمعناه لا يصح عليه الموت وليس ذلك الا لله تعالى انتهى ( حيى كرضى حياة و ) لغة أخرى ( حى يحى ويحيى ) فهو حى قال الجوهرى والادغام أكثر لان الحركة لازمة فإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله تعالى أليس الله بقادر على أن يحيى الموتى ويقرأ ويحى من حى عن بينة انتهى قال الفراء كتابتها على الادغام بياء واحدة وهى أكثر قراءة القراء وقرأ بعضهم من حيى عن بينة باظهارها قال وانما أدغموا الياء مع الياء وكان ينبغى ان لا يفعلوا لان الياء الاخيرة لزمها النصب في فعل فادغم لما التقى حرفان متحركان من جنس واحد قال ويجوز الادغام للاثنين في الحركة اللازمة للياء الاخيرة فتقول حيا وحيتا وينبغى للجمع ان لا يدغم الابياء لان ياءها نصيبها الرفع وما قبلها مكسور فينبغي لها ان تسكن فيسقط بواو الجماع وربما أظهرت العرب الادغام في الجمع ارادة تأليف الافعال وان يكون كلها مشددة فقالوا في حييت حيوا وفى عييث عيوا قال وأجمعت العرب على ادغام التحتية بحركة الياء الاخيرة كما استحبوا ادغام حى وعى للحركة اللازمة فيها فاما إذا سكنت الياء الاخيرة فلا يجوز الادغام من يحيى ويعيى وقد جاء في الشعر الادغام وليس بالوجه وأنكر البصريون الادغام .
في هذا الموضع ( و ) قوله تعالى فلنحيينه حياة طيبة روى عن ابن عباس ان ( الحياة الطيبة الرزق الحلال ) في الدنيا ( أو ) هي ( الجنة الحى ) من كل شئ ( ضد الميت ج أحياء ) ومنه قوله تعالى وما يستوى الاحياء ولا الاموات ( و ) الحى ( فرج المرأة ) نقله الازهرى قال ورأى اعرابي حهاز عروس فثقال هذا سعف الحى أي جهاز فرج المرأة ( و ) حكى اللحيانى ( ضرب ضربة ليس بحاء منها ) كذا في النسخ والصواب ليس بحائى منها ( أي ليس يحيى ) منها قال ولا يقال ليس بحى منها الا ان يخبر انه ليس بحى أي هو ميت فان أردت انه لا يحيى قلت ليس بحائى وكذلك أخوات هذا ( كقولك ) عد فلانا فانه مريض تريد الحال وتقول ( لا تأكل كذا ) من الطعام ( فانك مارض أي ) انك ( تمرض ان أكلته وأحياه ) احياء ( جعله حيا ) ومنه قوله تعالى أليس ذلك بقاد على ان يحيى الموتى ( واستحياه استبقاه ) هو استفعل من الحياة أي تركه حيا وليس فيه الا لغة واحدة ومنه قوله تعالى ويستحيى نساءهم أي يتركهن أحياء وفي الحديث اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم أي استبقوا شبابهم ولا تقتلوهم ( وقيل ومنه ) قوله تعالى ( ان الله لا يستحيى ان يضرب مثلا ) أي لا يستبقى كذا وجد بخط الجوهرى ( وطريق حى ) أي ( بين ) والجمع أحياء قال الحطيئة * إذا مخارم أحياء عرضن له * ( وحيى ) كرضى ( استبان ) يقال إذا حيى لك الطريق قخذيمنة ( وأرض حية مخصبة ) كما قالوا في الجدب ميتة ( وأحيينا الارض وجدناها حية ) خصبة ( غضة النبات والحيوان محركة جنس الحى أصله حييان ) فقلبت الياء التى هي لام واوا استكراها لتوالى الياءين لتختلف الحركات هذا مذهب الخليل وسيبويه وذهب أبو عثمان الى ان الحيوان غير مبدل الواو وان الواو فيه أصل وان لم يكن منه فعل وشبه هذا بقولهم فاظ الميت يفيظ فيظا وفوظا وان لم يستعملوا من فوظ فعلا كذلك الحيوان عنده مصدر لم يشتق منه فعل قال أبو على هذا غير مرضى من أبى عثمان من قبل انه لا يمتنع ان يكون في الكلام مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فوظ وصوغ وقول وموت وأشباه ذلك فأما ان يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا فحمله الحيوان على فوظ خطأ لانه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو موجود مطرد قال أبو على وكانهم استجازوا قلب الياء واوا لغير علة وان كانت الواو أثقل من الياء ليكون ذلك عوضا للواو من كثرة دخول الياء وغلبتها عليها ( والمحاياة الغذاء للصبى ) بما به حياته وفى المحكم لان حياته به ( والحى البطن من بطونهم ) أي العرب ( ج أحياء ) قال الازهرى الحى يقع على بنى أب كثروا أو قلوا وعلى شعيب يجمع القبائل ومنه قول الشاعر قاتل الله قيس عيلان حيا * ما لهم دون عذرة من حجاب