وان كان في الاصل فعلا وهو حرف من حروف الاستثناء مثل عدا وخلا ولذلك خفضوا بحاشى كما خفض بهما لانهما جعلا حرفين وان كانا في الاصل فعلين وقال ابن الانباري من قال حاشى لفلان خفضه باللام الزائدة ومن قال حاشى فلانا أضمره في حاشى مرفوعا ونصب فلانا بحاشا والتقدير حاشى فعلهم فلانا ومن قال حاشى فلان خفض باضمار اللام لطول صحبتها حاشى ويجوز أن تخفضه بحاشى لان حاشى لما خلت من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت الى ما بعدها ( و ) تحشى ( من فلان تذمم ) عن ابن الاعرابي وأنشد للاخطل ولولا التحشى من رماح رميتها * بكالمة الانياب باق رسومها ( والحشى ع قرب المدينة ) وقال نصر هو واد بالحجاز ورسمه بالالف قال الشاعر فان باجزاع البريراء فالحشا * فوكز الى النقعين من وبعان ( و ) من المجاز ( الحاشيتان ابن المخاض وابن اللبون ) قال ابن السكيت يقال أرسل بنو فلان رائدا فانتهى الى أرض قد شبعت حاشيتاها * ومما يستدرك عليه إذا اشتكى الرجل حشاه فهو حش نقله الازهرى ومحشية الكلاب الارنب أي تعد والكلاب .
خلفها حتى تنبهر الكلاب نقله الجوهرى عن ابن السكيت وتحشت المرأة تحشيا فهى متحشية مثل احتشت الحشية نقله الازهرى وحاشية الناس رذالهم وتحشى في بنى فلان إذا اضطموا عليه وآووه وحشى الرجل تحشية كتب على حاشية الكتاب عامية ثم سمى ما كتب حاشية مجازا وعيش رقيق الحواشى ناعم في دعة ورجل رقيق الحواشى لطيف الصحبة وقال اللحيانى يقال شتمتهم فما حشيت منهم أحدا أي ما قلت حشى لفلان قال ابن الانباري ومن العرب من يقول حشى لفلان فسقط الالف وأنشد الفراء حشى رهط النبي فان منهم * بحور الا تكدرها الدلاء وتحشى من الحاشية كتنحي من الناحية وتقول انحشى صوت وحرف في حرف نقله الازهرى وحاشى نبت يو ( الحصى صغار الحجارة ) قال ابن شميل الحصى ما حذفت به حذفا وهو ما كان مثل بعر الغنم ( الواحدة حصاة ج حصيات ) بالتحريك كبقرة وبقرات ( وحصى ) بالضم والكسر معا مع كسر الصاد وتشديد الياء كذا في النسخ وقال أبو زيد حصاة وحصى مثل قناة وقنا ونواة ونوى ودواة ودوى هكذا قيده شمر بخطه وقال غيره حصاة وحصى بفتح أوله وكذلك قناة وقنا ونواة ونوى مثل تمرة وتمر ( وحصيته ضربته بها ) أو رميته بها ( وأرض محصاة كثيرتها ) وقد حصيت كرضيت وفى الصحاح أرض محصاة ذات حصى ( و ) الحصى ( العدد ) ومنه قولهم نحن أكثر منهم حصى أي عددا وأنشد الجوهرى للاعشى يفضل عامرا على علقمة ولست بالاكثر منهم حصى * وانما العزة للكاثر ( أو ) العدد ( الكثير ) تشبيها بالحصى من الحجارة في الكثرة ( و ) في الحديث ان الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة اختلفت فيه فقيل من ( أحصاه ) احصاء إذا ( عده ) وقال الراغب الاحصاء التحصيل بالعدد يقال أحصيت كذا وذلك في لفظ الحصا واستعمال ذلك من حيث انهم كانوا يعتمدونه في العد كاعتمادنا فيه على الاصابع قال الله تعالى وأحصى كل شئ عددا أي حصله وأحاط به انتهى قال شيخنا ثم صار حقيقة في مطلق العد والضبط وقال الازهرى في تأويل الحديث من أحصاها علما بها وايمانا بها ويقينا بأنها صفات الله D ولم يرد الاحصاء الذى هو العد ( أو ) أحصاه ( حفظه ) عن ظهره قلبه وبه فسر الحديث أيضا وفى الحديث أكل القرآن أحصيت أي حفظت وقوله للمرأة أحصيها أي احفظيها ( أو ) أحصاه ( عقله ) وبه فسر الحديث أيضا أي من عقل معناها وتفكر في مدلولها معتبرا في معانيها ومتدبرا راغبا فيها وراهبا وقيل معناه من استخرجها من كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله A لان النبي A لم يعدها لهم الا ما جاء في رواية عن أبى هريرة وتكلموا فيها * قلت وقد ألف في رواية أبى هريرة التقى السبكى رسالة صغيرة بين فيها ما يتعلق بحال الرواية وهى عندي وأما قوله تعالى علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوا عده وضبطه وفي الحديث استقيموا ولن تحصوا أي لن تطيقوا الاستقامة وقيل لن تحصوا ثوابه ( والحصاة اشتداد البول في المثانة حتى يصير كالحصاة وقد حصى ) الرجل ( كعنى ) فهو محصى عن الليث ( و ) الحصاة ( العقل والرأى ) يقال فلان ذو حصاة واصاة أي عقل ورأى وهو ثابت الحصاة إذا كان عاقلا وأنشد الجوهرى لكعب بن سعد الغنوى وان لسان المرء ما لم تكن له * حصاة على عوراته لدليل ونسبه الازهرى الى طرفة أي إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجزه عن بسطه فيما لا يحب دل اللسان على عبيه بما يلفظ به من عور الكلام وقال الاصمعي الحصاة فعلة من أحصيت وقولهم ذو حصاة أي حازم كتوم يحفظ سره ( وهو حصى كغنى وافر العقل ) شديده ( والحصو المغص في البطن ) عن ابن الاعرابي ( و ) الحصو ( المنع ) وأنشد الجوهرى للشاعر وهو بشير الفربرى ألا تخاف الله إذ حصوتنى * حقى بلا ذنب واذ عنيتنى ( وحصى الشئ كرضى أثر فيه ) هكذا نقله الصاغانى عن أبى نصر قال ساعدة بن جؤية فورك لينا أخلص القين أثره * وحاشكة يحصى الشمال نذيرها قيل يحصى في الشمال يؤثر فيها ( و ) حصيت ( الارض ) تحصى ( كثر حصاها وحصاه تحصية وقاه وتحصى توقى ) عن الفراء