يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه ومنه الحديث كان يبدوا لى هذه التلاع وفي حديث الدعاء فان جار البادي يتحول وهو الذى يكون في البادية ومكته المضارب والخيام وهو غير مقيم في موضعه بخلاف جار المقام في المدرو يروى النادي بالنون وفي الحديث لا يبع حاضر لباد وقوله تعالى ودوا لو أنهم بادون في الاعراب أي ودوا انهم في البادية قال ابن الاعرابي انما يكون ذلك في ربيعهم والا فهم حضار على مياههم ( وقوم بدى ) كهدى ( وبدى ) كغزى ( بادون ) أي هما جمعا باد ( وبدوتا الوادي جانباه ) عن أبي حنيفة ( والبدا مقصورا السلح ) وهو ما يخرج من دبر الرجل ( وبدا ) الرجل ( انجى فظهر نجوه من دبره كأبدى ) فهو مبد لانه إذا أحدث برز من البيوت ولذا قيل له المتبرز أيضا وهو كناية ( وبدا الانسان ) مقصورا ( مفصله ج ابداء ) وقال أبو عمرو الابداء المفاصل واحدها بدا وبدء بالضم مهموزا وجمعه بدوء بالضم كقعود ( والبدى كرضى ووادى البدي ) كرضي أيضا ( وبدوة وبدا ودارة بدوتين مواضع ) أما لاول فقرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضتين قال لبيد : جعلن حراج القرنتين وعالجا * يمينا ونكبن البدى شماليا وأما الثاني فواد لبنى عامر بنجد ومنه قول امرئ القيس * فوادى البدى فانتحى لاريض * وأما الثالث فجبل لبنى العجلان بنجد قال عامر بن الطفيل : فلا وأبيك لا انسى خليلي * ببدوة ما تحركت الرياح وقال ابن مقبل : الا يا لقومي بالديار ببدوة * وانى مراح المرء والثيب شامل وأما الرابع فواد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل وبوادي عذرة قرب الشام كان به منزل على بن عبد الله بن عباس وأولاده قال الشاعر : وأنت التى حببت شغبا الى بدا * الى وأوطاني بلاد سواهما حللت بهذا حلة ثم حلة * بهذا فطاب الواديان كلاهما وأما الخامس فهما هضبتان لبنى ربيعة بن عقيل بينهما ماء ( وبادى ) فلان ( بالعداوة جاهر ) ( كتبادى ) نقله الجوهري ( البداة ) كقطاة ( الكمأة وبدأت وقد بديت الارض فيهما كرضيت ) انبتتها أو كثرت فيها ( وبادية بنت غيلان الثقيفة ) التى قال عنها هيت المخنث تقبل بأربع وتدبر بثمان ( صحابية ) تزوجها عبد الرحمن بن عوف وأبوها اسلم وتحته عشر نسوة ( أو هي ) بادنة ( بنون بعد الدال ) وصححه غير واحد * ومما يستدرك عليه البدوات والبداآت الحوائج التى تبدو لك وبداآت العوارض ما يبدو منها واحدها بداءة كسحابة وبدى تبدية أظهره ومنه حديث سلمة بن الاكوع ومعى فرس أبى طلحة أبديه مع الابل أي أبرزه معها الى موضع الكلاء وبادى الناس بأمره أظهره لهم وفي حديث البخاري في قصة الاقرع والابرص والاعمى بدا لله D أن يقتلهم أي قضى بذلك قال ابن الاثير وهو معنى البداء هنا لان القضاء سابق والبداء استصواب شئ علم بعد أن لم يعلم وذلك على الله غير جائز وقال السهيلي في الروض والنسخ للحكم ليس ببدء كما توهمه الجهلة من الرافضة واليهود وانما هو تبديل حكم بحكم يقدر قدره وعلم قد تم علمه قالو قد يجوز ان يقال بدا له ان يفعل كذا ويكون معناه أراد وبه فسر حديث البخاري وهذا من المجاز الذى لا سبيل الى اطلاقه الا باذن من صاحب الشرع وبدانى بكذا يبدوني كبدأنى قال الجوهري وربما جعلوا بادى بدى اسما للداهية كما قال أبو نخيلة : وقد علتتى ذرأة بادى بدى * ورثية تنهض بالتشدد * وصار للفحل لساني ويدى .
قال وهما اسمان جعلا اسما واحدا مثل معدى كرب وقالى قلا والبدى كغنى الاول ومنه قول سعد في يوم الشورى الحمد لله بديا والبدى أيضا البادية وبه فسر قول لبيد : غلب تشذر بالدخول كأنها * جن البدى رواسيا أقدامها والبدى أيضا البئر التى ليست بعادية ترك فيها الهمز في أكثر كلامهم وقد ذكر في الهمزة ويقال أبديت في منطقك أي جرت مثل أعديت ومنه قولهم السلطان ذو عدوان وذو بدوان بالتحريك فيهما كما في الصحاح * قلت وفي الحديث السلطان ذو عدوان وذو بدوان أي لا يزال يبدو له رأي جديد والبادية القوم البادون خلاف الحاضرة كالبدور المبدي خلاف المحضر نقله الجوهري وقال الازهري المبادي هي المناجع خلاف المحاضر وقوم بداء كرمان بادون قال الشاعر : بحضرى شاقه بداؤه * لم تلهه السوق ولا كلاؤه وقد يكون البدو اسم جمع لباد كركب وراكب وبه فسر قول ابن احمر : جزى الله قومي بالابلة نصرة * وبدوا لهم حول الفراض وحضرا والبدية كغنية ماءة على مرحلتين من حلب بينها وبين سلمية قال المتنى : وأمست بالبدية شفرتاه * وأمسى خلف قائمة الخبار والبادية قرى باليمامة والبداء بالكسر لغة في الفداء وتبدى تفدى هكذا ينطق به عامة عرب اليمن والمبارزة والمكاشفة وبادى بينهما قايس كما في الاساس ى ( بديت بالشئ ) بفتح الدال ( وديت به ) بكسرها أي ( ابتدأت ) لغة للانصار نقله الجوهرى وأنشد لعبد الله بن رواحة : باسم الاله وبه بدينا * ولو عبدنا غيره شقينا * وحبذا ربا وحب دينا