وأورد ابن برى هذا البيت في أماليه ونسبه لحميد بن ثور ما نصه : بميث بثاء نصيفية * دميث بها لرمث والحيهل ( أوع بعينه في بلاد بني سليم قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت : رفعت لها طرفي وقد حال دونها * رجال وخيل بالبثاء تغير هكذا أنشد الجوهري قال ابن برى وأنشد المفضل : بنفسى ماء عبشمس بن سعد * عداة ثباء إذ عرفوا اليقينا ( والبثى كالى الرماد ) عن شمر ( جمع بثة ) كعزة وعزى ( وأصلها بوثة ) بكسر فسكون قال شيخنا وعليه فموضعه الثاء المثلثة لا المعتل * قلت وهو كما ذكر وقد سبقت الاشارة إليه في باث عن الازهري فانه قال بثة حرف ناقص كان أصله بوثة من باث الريح الرماد يبوثه إذا فرقه كان الرماد سمى بثة لان الريح يسفها وشاهد البثى قول الطرماح : خلا أن كلفا بتخريجها * سفاسق حول بثى جانحه أراد بالكلف الاثا في المسودة وتخريجها اختلاف ألوانها وحول بثى أراد حول رماد وقال الفراء هو الرمد والبثى يكتب بالياء ( والبثى كعلى الكثير المدح للناس و ) أيضا ( الكثر الحشم ) ووقع في نسخة اللسان الكثير الشحم ( وبثا يبثو ) بثوا ( عرق ) عن الفراء * ومما يستدرك عليه بثاء عين ماء في ديار بنى سعد بالستارين يسقى نخلا قال الازهري وقد رأيته وتوهمت انه سمى به لانه قليل يرشح فكأنه عرق يسيل قال ياقوت وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا الماء على بنى سعد فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه فقال : قلت لهم والشنومين بادي * ما غركم بسابق جواد يا رب أنت العون في الجهاد * إذ غاب عنى ناصر الارفاد واجتمعت معاشر الاعادي * على بثاء راهطى الاوراد وبثابه عند السلطان يبثو سبعه و ( بجاوة كزغاوة أرض النوبة منها النوق البجاويات ) وهي نوق فرهة يطاردون عليه كما يطارد على الخيل وقد جاء في شعر الطرماح : بجاوية لم تستدر حول مثبر * ولم يتحون درها ضب آفن وفي الحديث كان أسلم مولى عمر بجاويا وهو جنس من السوادان أو أرض بها السودان ( ووهم الجوهري ) حيث قال بجاء قبيلة والبجاويات من النوق منسوبة إليها ونقل ابن برى عن الربعي البجاويات منسوبة الى بجاوة قبيلة قال وذكر القزاز بجاوة وبجاوة بالضم وبالكسر ولم يذكر الفتح ويقال ان الجوهري وهم في أمور ثلاث الاول بجاء بالفتح وانما هي بجاوة بالضم أو بالكسر وأغفل المصنف الكسر وهو مستدرك عليه والثانى جعلها قبيلة وهي أرض وهذا سهل فان القبيلة قد تسمى باسم الارض والثالث نسبة النوق الى بجاء وانما هي الى الارض أو الى القبيلة وهي بجاوة ( وبجاية بالكسر ) هذا والذي بعده يائي فكان ينبغى أن يشير عليه بحرف الياء بالاحمر على عادته ( د بالمغرب ) بينه وبين افريقية وأول من اختطه الناصر بن علناس بن حماد بن زيرى بن مناذ في حدود سنة 457 بينه وبين جزائر مرغناى أربعة أيام وهو على ساحل البحر وكان قديما مينا فقط ثم بنيت المدينة وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بنى حماد وتسمى الناصرية باسم بانيها ( وبجية كسمية ) امرأة ( روت عن شيبة الحجبى وعنها ثابت الثمالى ) قاله الذهبي قال الحافظ حديثها في معجم الطبراني وضبطها ابن مندة في تاريخ النساء هكذا * ومما يستدرك عليه بجاوة بالكسر لغة في الضم وبجا بالكسر مقصور اسم للداهية عامية ى ( الابحاء ) أهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( الانقطاع وقد أبحت على دابتي ) ابحاء أي انقطعت ووقفت كذا في التكملة و ( البخو ) بالخاء المعجمة كتبه بالحمرة وهو موجود في الصحاح قال ابن سيده هو ( الرخو ) وثمرة بخوة خاوية يمانية ( و ) في الصحاح البخو ( الرطب الردئ الواحدة بخوة ) انتهى ( وبخا غضبه ) بخوا ( سكن وفتر كباخ ) بوخا وهو مقلوب منه كذا في التكملة و ( بدا ) الامر يبدو ( بدوا ) بالفتح ( وبدوا ) كقعود وعليه اقتصر الجوهري ( وداء ) كسحاب ( وبداءة ) كسحابة ( وبدوا ) هكذا في النسخ كقعود وفيه تكرار والصواب بدا كما في المحكم وعزاه الى سيبويه أي ( ظهر وأبديته ) أظهرته كما في الصحاح وفيه اشارة الى انه يتعدي بالهمزة وهو مشهور قال شيخنا وقد قيل ان الرباعي يتعدي بعن فيكون لازما أيضا كما قاله ابن السيد في شرح أدب الكتاب انتهى .
وفي الحديث من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله أس من يظهر لنا فعله الذي كان يخفيه أقنا عليه الحد ( وبداوة الشئ أول ما يدو منه ) هذه عن اللحياني ( وبادى الرأي ظاهره ) عن ثعلب وأنت بادى الرأي تفعل كذا حكاه اللحياني بغير همز معناه أنت فيما بدا من الرأي وظهر وقوله تعالى هم أراذلنا بادي الرأي أي في ظاهر الرأي كما في الصحاح قرأ أبو عمرو وحده بادئ الرأي بالهمزة وسائر القراء قرؤا بادي بغير همز وقال الفراء لا يهمز بادي الرأي لان المعين فيما يظهر لنا ويبد وقال ابن سيده ولو أراد ابتداء الرأي فهمز كان صوابا وقال الزجاج نصب بادى الرأي على اتبعوك في ظاهر الرأي وباطنهم على خلاف ذلك ويجوز أن يكون اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يتدبروا ما قلت ولم يتدبروا فيه وقال الجوهري من همزة جعله من بدأت معناه أول الرأى ( وبدا له في ) هذا ( الامر