واحد الا لجهله بانقلاب الالف عن الواو أو عن الياء ولقلة علمه بالتصريف قال ولست أرى الامر كذلك * قلت ولقد ساءنى هذا القول كيف يكون ذلك وهو امام التصريف وحامل لوائه بل جذيله المحكك عند أهل النقد والتصريف وانما أراد بذلك الوضوح للناظر والجمع للخاطر فلم يحتج الى الاطالة في الكلام وتقسم الشرح في موضعين فتأمل وأما الالف اللينة التى ليست متحركة فقد أفرد لها الجوهرى بابا بعد هذا الباب فقال هذا باب مبنى على ألفات غير منقلبات عن شئ فلهذا أفردناه وتبعه المصنف كما سيأتي ( فصل الهمزة ) مع الواو والياءى ( أبى الشئ يأباه ) بالفتح فيهما مع خلوه من حروف الحلق وهو شاذ وقال يعقوب أبى يأبى نادر وقال سيبويه شبهوا الالف بالهمزة في قرأ يقرأ وقال مرة أبى يأبى ضارعوا به حسب فتحوا كما كسروا وقال الفراء لم يجئ عن العرب حرف على فعل يفعل مفتوح العين في الماضي والغابر الا وثانيه أو ثالثه أحد حروف الحلق غير يأبى وزاد أبو عمرو ركن يركن وخالفه الفراء فقال انما يقال ركن يركن وركن * قلت وهو من تداخل اللغتين وزاد ثعلب قلاه يقلاه وغشى يغشى وشجا يشجى وزاد المبرد جبا يجبى قلت وقال أبو جعفر اللبلى في بغية الامال سبع عشرة كملة شذت ستة عدت في الصحيح واثنتان في المضاعف وتسعة في المعتل فعد منها ركن يركن وهلك يهلك وقنط ويقنط * قلت وهذه حكاها الجوهرى عن الاخفش وحضر يحضر ونضر ينضر وفضل يفضل هذه الثلاثة ذكرهن أبو بكر بن طلحة الاشبيلى وعضضت تعض حكاها ابن القطاع وبضت المرأة تبض عن يعقوب وفى المعتل أبى يأبى وجبا الماء في الحوض يجبى وقلى يقلى وخظى يخظى إذا سمن وغسى الليل يغسى إذا أظلم وسلى يسلى وشجى يشجى وعثى يعثى إذا أفسد وعلى يعلى وقد سمع في مثال المضاعف وما بعده مجيئهما على القياس ماعد أبى يأبى فانه مفتوح فيهما متفق عليه من بينها من غير اختلاف وقد بينت ذلك في رسالة التصريف قال ابن جنى ( و ) قد قالوا أباه ( يأبيه ) على وجه القياس كأتى يأتي وأنشد أبو زيد : يأ أبلى ما ذا مه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوله فقول شيخنا ويأبيه بالكسر وان اقتضاه القياس فقد قالوا انه غير مسموع مردود لما نقله ابن جنى عن أبى زيد وقال أيضا قوله أبي الشئ يأباه ويأبيه جرى فيه على خلاف اصطلاحه لان تكرار المضارع يدل على الضم والكسر لا الفتح وكان اعتمد على الشهرة قال ابن برى وقد يكسر أول المضارع فيقال تئبى وأنشد : .
ماء رواء نصى حوليه * هذا بافواهك حتى تئبيه * قلت وقال سيبويه وقالوا يئبى وهو شاذ من وجهين أحدهما انه فعل يفعل وما كان على فعل لم يكسر أوله في المضارع فكسروا هذا لان مضارعه مشاكل لمضارع فعل فكما كسر أول مضارع فعل في جميع اللغات الا في لغة أهل الحجاز كذلك كسروا يفعل هنا والوجه الثاني من الشذوذ انهم تجوزوا الكسر في ياء يئبى ولا تكسر البتة الا في نحو ييجل واستجازوا هذا الشذوذ في ياء يئبى لان الشذوذ قد كثر في هذه الكمة ( اباء واباءة بكسرهما ) فهو آب وأبى وأبيان بالتحريك أنشد ابن برى لبشر بن أبي خازم : يراه الناس أخضر من بعيد * وتمنعه المرارة والاباء ( كرهه ) قال شيخنا فسر الاباء هنا بالكسر وفسر الكره وفسر الكره فيما مضى بالاباء على عادته وكثير يفرقون بينهما فيقولون الاباء هو الامتناع عن الشئ والكراهية له بغضه وعدم ملايمته ( و ) في المحكم قال الفارسى أبي زيد من شرب الماء و ( آبيته اياه ) قال ساعدة بن جؤية : قد أوبيت كل ماء فهى صادية * مهما تصب أفقا من بارق تشم ( والابية ) هكذا في النسخ وفى بعضها الابية بالمد ( التى تعاف الماء ) وهي أيضا ( التي لا تريد عشاء ) ومنه المثل العاشية تهيج الابية أي إذا رأت الابية الابل العواشى تبعتها فرعت معها ( و ) الابية من ( الابل ) التي ( ضرب فلم تلقح ) كأنها أبت اللقاح ( وماءة مأباة تأباها الابل ) أي مما تحملها على الامتناع منها ( و ) يقال ( أخذه أباء من الطعام بالضم ) أي ( كراهة ) جاؤا به على فعال لانه كالداء والادواء مما يغلب عليها فعال ( ورجل آب من ) قوم ( أبين وأباة ) كدعاة ( وأبى ) بضم فكسر فتشديد ( واباء ) كرجال وفى بعض الاصول كرمان ( رجل أبى ) كغنى ( من ) قوم ( أبين ) قال ذو الاصبع العدواني : انى أبي ذو محافظة * وابن أبى من أبيين شبه نون الجمع بنون الاصل فجرها ( وأبيت الطعام ) واللبن ( كرضيت ابى ) بالكسر والقصر ( انتهيت عنه من غير شبع ورجل أبيان محركة يأبى الطعام أو ) الذي يأبي ( الدنيئة ) والمذام وأنشد الجوهري لابي المجشر الجاهل : وقبلك ما هاب الرجال ظلامتي * وفقأت عين الاشوش الا بيان ( ج ابيان بالكسر عن كراع ( وأبي الفصيل كرضى وعنى أبي بالفتح ) والقصر ( سنق من اللبن وأخذه أباء ) وأبي ( العنز ) أبي ( شم بول ) الماعز الجبلي وهو ( الا روي ) أو شربه أو وطئه ( فمرض ) بأن يرم رأسه ويأخذه من ذلك صداع فلا يكاد يبرأ ولا يكاد يقدر على أكل لحمه لمرارته وربما أبيت الضأن من ذلك غير أنه قلما يكون ذلك في الضأن وقال ابن أحمر لراعي غنم له أصابها الاباء : فقلت لكنا زتو كل نانه * أبي لا أظن الضأن منه نواجيا