( الجزء العاشر من تاج العروس ) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ( باب الواو والياء ) من كتاب القاموس قال الازهرى يقال للواو والياء والالف الاحرف الجوف وكان الخليل يسميها الاحرف الضعيفة الهوائية وسميت جوفا لانه لا أحياز لها فتنسب الى أحيازها كسائر الحروف التى لها أحياز انما تخرج من هواء الجوف فسميت مرة جوفا ومرة هوائية وسميت ضعيفة لانتقالها من حال عند التصرف باعتلال انتهى وقال شيخنا الواو أبدلت ؟ من ثلاثة أحرف في القياس ألف ضارب قالوا في تصغيره ضويرب والياء الواقعة بعد ضم كموقن من أيقن والهمزة كذلك كمو من من آمن وما عدا ذلك ان ورد كان شاذا وأما الياء فقد قالوا انها أوسع حروف الابدال يقال انها أبدلت من نحو ثمانية عشر حرفا وردها المرادى وغيره انتهى وقال الجوهرى جميع ما في هذا الباب من الالف اما ان تكون منقلبة من واو مثل دعا أو من ياء مثل رمى وكل ما فيه من الهمزة فهى مبدلة من الياء أو الواو نحو القضاء وأصله قضاى لانه من قضيت ونحو الغراء وأصله غرا ولانه من غروت قال ونحن نشير في الواو والياء الى أصولهما هذا ترتيب الجوهرى في صحاحه وأما بن سيده وغيره فانهم جعلوا المعتل عن الواو بابا والمعتل عن الياء بابا فاحتاجوا فيما هو معتل عن الواو والياء الى أن ذكروه في البابين فاطالوا وكرروا وتقسم الشرح في الموضعين * قلت الى هذا الترتيب مال المصنف تبعا لهؤلاء ولا عبرة بقوله في الخطبة انه اختص به من دونهم وقد ذكر أبو محمد الحريري C تعالى في كتابه المقامات في السادسة والاربعين منها قاعدة حسنة للتمييز بين الواو والياء وهو قوله : إذا الفعل يوما غم عنك هجاؤه * فألحق به الخطاب ولا تقف ؟ فان تر قبل التاء ياء فكتبه * بياء والا فهو يكتب بالالف ولا تحسب الفعل الثلاثي والذى * تعداه والمهموز في ذاك يختلف وأما الجوهرى فانه جعلهما بابا واحدا قال صاحب اللسان ولقد سمعت من ينتقص الجوهرى C يقول انه لم يجعل ذلك بابا