ونسوة فكهات طيبات النفوس وتفكه تعاطى الفكاهة وأيضا تناول الفاكهة هذا تعبير الراغب وهو أحسن مما عبره المصنف وتركت القوم يتفكهون بفلان أي يغتابونه وينالون منه ومنه الحديث أربع ليس غبتهن بغيبة منهم المتفكهون بالامهات هم الذين يشتمونهن ممازحين والفاكه الناعم والفكه المعجب وأيضا الاشر البطرو فكيهة أربع صحابيات رضى الله تعالى عنهن والفاكه ابن مغيرة بن عبد الله المخزومى عم خالد بن الوليد نقله الجوهرى قال الزبير انقرض ولده وفى كنانة الفاكه بن عمرو بن الحرث بن مالك ابن كنانة منهم محمد بن اسحق المكى روى عنه محمد بن صالح بن سهل العماني وموسى بن ابراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الانصاري السلمى المدنى الفاكهى الى جده المذكور من شيوخ على بن المدينى وأما أبو عمار زياد بن ميمون الفاكهى فالى بيع الفاكهة روى عن أنس وهو كذاب والمسمى بالفاكه خمسة من الصحابة رضى الله تعالى عنهم ( الفاه والفوه بالضم والفيه بالكسر والفوهة ) بالضم كما هو في النسخ والصواب كسكرة وهى لغة ( والفم سواء ) في المعنى قال الليث الفوه أصل بناء تأسيس الفم انتهى وقال أبو المكارم ما أحسنت شيأ قط كثغر في فوهة جارية حسنا أي ما صادفت شيأ حسناقط كثغر في فم جارية ( ج أفواه ) أما كونه جمع فوه فبين وأما كونه جمع فيه فمن باب ريح وأرواح إذ لم نسمع أفياها وأما كونه جمع الفاه فان الاشتقاق يؤذن أن فاها من الواو لقولهم مفوه أما كونه جمع فوهة فعلى خلاف القياس كما سيأتي ( وأفمام ) واختلف فيه فقيل انه جمع فم مشدد الميم حكاه اللحيانى ونقله شارح التسهيل واستدل أرباب هذا القول بقول الراجز يا ليتها قد خرجت من فمه * حتى يعود الملك في أسطمه يروى بضم الفاء وفتحها عن أبى زيد ومنعه الاكثرون فقال ابن جنى في سر الصناعة انالم نسمعهم يقولون أفمام وتقدم للجواهري في الميم ولا تقل أفمام وتبعهما الحريري في درة الغواص ( و ) منهم من قال ان أفما مالغة لبعض العرب الا أنه ( لا واحد لها ) ملفوظا على القياس ( لان فما أصله فوه ) بالتحريك أو بالتسكين كما يأتي عن ابن جنى ( حذفت الهاء كما حذفت من سنة ) فيمن قال عاملته مسانهة وكما حذفت من شاة وعضة ومن است ( وبقيت الواو طرفا متحركة فوجب ابدالها ألفا لانفتاح ما قبلها فبقى فا ولا يكون الاسم على حرفين أحدهما التنوين ) هكذا هو نص المحكم قال شيخنا لصواب أحدهما الالف ( فأبدل مكانها حرف جلد مشاكل وهو الميم لانهما شفهيتان وفى الميم هوى في الفم يضارع امتداد الواو ) وقال أبو الهيثم العرب تستثقل وقو فاعلي الهاء والحاء والواو والياء إذا سكن ما قبلها فتحدف هذه الحروف وتبقى الاسم على حرفين كما حذفوا الواو من أب وأخ وغدوهن والياء من يدودم والحاء من حر والهاء من فوه وشفة وشاة فلما حذفوا الهاء من فوه بقيت الواو ساكنة فاستثقلوا وقوفا عليها فحذفوها فبقى الاسم فاوحدها فوصلوها بميم ليصير حرفين حرف يبتدأ به فيحرك وحرف يسكت عليه فيسكن قال ابن جنى وإذا ثبت أن عين فم في الاصل واو فينبغي أن يقضى بسكونها لان السكون هو الاصل حتى تقوم الدلالة على الحركة الزائدة فان قلت فهلا قضيت بحركة العين لجمعك اياه على أفواه لان افعالا انما هو في الامر العام جمع نحو بطل وأبطال وقدم وأقدام ورسن وأرسان فالجواب أن فعلا مما عينه وأوبابه أيضا أفعال وذلك سوط وأسواط وحوض وأحواض وطوق وأطواق ففوه لان عينه واو اشبهه بهذا منه بقدم ورسن * قلت وبه جزم الرضى والجوهري وغيرهما وفى الهمع أنه مذهب البصرية فجمعه على أفواه قياسي وسياق ابن سيده يقتضى انه بالتحريك وعبارة المصنف تحتمل الوجهين الا أن أفعالا في فعل الاجوف قليل نبه عليه شيخنا وقال الجوهرى الفوه أصل قولنا فم لان الجمع أفواه الا أنهم استثقلوا الجمع بين هاءين في قولك هذا فوهه بالاضافة فحذوا منها الهاء فقالوا فوه فوزيد ورأيت فازيد ومررت بفى زيد وإذا أضفت الى نفسك قلت هذا في يستوى فيه حال والنصب والخفض لان الواو تقلب ياء فتد غم قال وهذا انما قال في الاضافة وربما قالوا ذلك ف غير الاضافة وهو قليل قال العجاج : خالط من سلمى خياشيم وفا * صهباء خرطوما عقار افرقفا وصف عذوبة ريقها يقول كأنها عقار خالط خياشيمها وفاها فكف عن المضاف إليه وقال ابن جنى في قول العجاج هذا انه جاء به على لغة من لم ينون فقد أمن حذف الالف لالتقاء الساكنين كما أمن في شاة وذامال ( و ) قالوا ( في تثنيته فمان وفموان وفميان ) محركتين أما فمان فعلى اللفظ ( والاخيران نادران ) عن ابن الاعرابي أي لما فيهما من الجمع بين البدل والمبدل منه وقال الجوهرى .
وإذا أفرد والم يحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوضوا من الهاء ميما قالوا هذا فن وفمان وفموان ولو كان الميم عوضا من الواو لما اجتمعا قال ابن برى الميم في فم بدل من الواو وليست عوضا من الهاء كما ذكره الجوهرى وقال ابن جنى فان قلت فإذا كان أصل فم عندك فوه فما نقول في قول الفرزدق : هما نفثافى في من فمويهما * على النابح العاوى أشدر جام وإذا كانت الميم بدلا من الواو التى هي عين فكيف جاز له الجمع بينهما فالجواب أن أبا على حكى لنا عن أبى بكر وأبى اسحق أنهما ذهبا الى أن الشاعر جمع بين المعوض والمعوض عنه لان الكلمة مجهورة منقوصة وأجاز أبو على فيها وجها آخر وهو أن تكون الواو في فمويهما لا مافى موضع الهاء من أفواه وتكون الكلمة تعاقب عليها لامان هاء مرة وواو أخرى فجرى سنة وعضة الا ترى أنهما في سيبويه سنوات وأسنتوا ومساناة وعضوات واوان وتجدهما في قول من قال ليست بسنهاء وبعير عاضه هاءين * قلت وأما سيبويه فقال القرزدق انه على الضرورة ( والفوه محركة سعة الفم ) وعظمه رجل أفوه وامرأة فوها بينا الفوه