من الثمار في القران نحو التمر والرمان فانا لا نسميه فاكهة قال ولو حلف أن لا يأكل فاكهة وأكل تمرا أو رمانا لم يحنث وبه أخذ الامام أبو حنيفة واستدل بقوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان وقال الراغب وكأن قائل هذا القول نظر الى اختصاصهما بالذكر وعطفهما على الفاكهة في هذه الآية وأراد المصنف رد هذا القول تبعا للازهري فقال ( وقول مخرج التمر والعنب والرمان منها .
مستدلا بقوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان باطل مردود وقد بينت ذلك مبسوطا في ) كتابي ( اللامع المعلم العجاب ) في الجمع بين المحكم والعباب وقد تعرض للبحث الازهرى فقال ما علمت أحدا من العرب قال ان النخيل والكروم ثمارها ليست من الفاكهة وانما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسألة عن أقاويل جماعة الفقهاء لقلة معرفته كان بكلام العرب وعلم اللغة وتأويل القرآن العربي المبين والعرب تذكر الاشياء جملة ثم تخص منها شيأ بالتسمية تنبيها على فضل فيه قال الله تعالى من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فمن قال ان جبريل وميكال ليسا من الملائكة لافراد الله D اياهما بالتسمية بعد ذكر الملائكة جملة فهو كافر لان الله تعالى نص على ذلك وبينه ومن قال ان ثمر النخل والرمان ليس فاكهة لافراد الله تعالى اياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جملة فهو جاهل وهو خلاف المعقول وخلاف لغة العرب انتهى ورحم الله الازهرى لقد تحامل في هذه المسألة على الامام رضى الله تعالى عنه ولقد كان له في الذب عنه مندوحة ومهيع واسع قال شيخنا وقد تعرض الملا على في الناموس للجواب فقال هذا الاستدلال صحيح نقلا وعقلا فأما النقل فلأن العطف يقتضى المغايرة وأما العقل فلان الفاكهة ما يتفكه به ويتلذذ من غير قصد الغذاء أو الدواء ولا شك أن التمر من جملة أنواع الغذاء والرمان من الجملة أصناف الدواء وقال شيخنا هذا كلام ليس فيه كبير جدوى وليس لمثل المصنف أن يتعرض على أبى حنيفة في أقوله التى بناها على أصول لا معرفة للمصنف بها ولا لمثل القارى أن يتصدى للجواب عنها بما لا علم له به من الرأى المبنى مجرد الحدس ولو علمت أقول أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه في ذلك وأدلته لأغنت وأقنت على أن التعرص لمثل هذا في مصنفات اللغة انما هو من الفضول الزائدة على الابواب والفصول * قلت وقد أنصف شيخنا C تعالى وسلك الجادة وما اعتسف وان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ( والفاكهاتي بائعها ) قال سيبويه لا يقال لبائع الفاكهة فكاه كما قالوا لبان ونبال لان هذا الضرب انما هو سماع لا اطرادي ( و ) رجل فكه ( كخجل آكلها والفاكه صاحبها ) وكلاهما على النسب الاخير كتامر ولابن وقال أبو معاذ النحوي الفاكه الذى كثرت فاكهته ( وفكههم تفكيها أتاهم بها والفاكهة النخلة المعجبة و ) فاكهة ( اسم ) رجل ( و ) الفاكهة ( الحلواء ) على التشبيه ( و ) من المجاز ( فكههم بملح الكلام تفكيها ) إذا ( أطرافهم بها والاسم الفكيهة ) كسفينة ( والفكاهة بالضم ) والمصدر والمتوهم منه الفعل هو الفكاهة بالفتح ( و ) قد ( فكه ) الرجل ( كفرح فكها ) بالتحريك ( وفكاهة فهو فكه وفاكه ) أي ( طيب النفس ضحوك ) مزاح وفى الحديث كان من أفكه الناس مع صبى وفى حديث زيد ابن ثابت كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله ( أو ) رجل فكه ( يحدث صحبه فيضحكهم و ) فكه ( منه تعجب ) وبه فسر بعض قوله تعالى في شغل فكهون أي متعجبون ( كتفكه ) يقال تفكهنا من كذا وكذا أي تعجبنا ومنه قوله تعالى فظلتم تفكهون أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم ( و ) من المجاز ( التفاكه التمازح وفاكهه ) مفاكهة ( مازحه ) وطايبه وفى المثل لا تفاكه أمة ولا تبل على أكمة ( وتفكه تندم ) عن ابن الاعرابي وبه فسر أيضا قوله تعالى فظلتم تفكهون وكذلك تفكنون وهى لغة لعكل قال اللحيانى أزد شنؤة يقولون تتفكهون وتميم تقول تقول تتفكنون أي تتندمون ( و ) تفكه ( به ) إذا ( تمتع و ) تلذذ ( و ) تفكه ( أكل الفاكهة ) ومنه الاثر تفكهوا قبل الطعام وبعده ( و ) تفكه ( تجنب عن الفاكهة ) فهو ( ضدو الافكوهة الاعجوبة ) زنة ومعنى يقال جاء فلان بأفكوهة وأملوحة ( وناقة مفكه ) وهذه عن الليث ( ومفكهة كمحسن ومحسنة خاثرة اللبن ) وفى الصحاح قال أبو زيد أفكهت الناقة إذا أدرت عند أكل الربيع قبل النتاج فهى مفكه انتهى وقيل هي إذا رأيت في لبنها خثورة شبه اللبا وقيل التى يهراق لبنها عند النتاج قبل أن تضع وقال شمر إذا أقربت فاسترخى صلواها وعظم ضرعها ودنانتا جها قال الاحوص بنى عمنا لا تبعثوا الحرب اننى * أرى الحرب أمست مفكها قد أصنت وقال غيره : مفكهة أدنت على رأس الولد * قد أقربت نتجاوحان أن تلد ( وفكهة وفكيهة كجهينة امرأتان ) الاخيرة يجوز أن تكون تصغير فكهة التى هي الطيبة النفس الضحوك وأن تكون تصغير فاكهة مرخما أنشد سيبوية : تقول إذا استهلكت مالا للذة * فكيهة هشئ بكفيك لائق يريد شئ وفكهة هي بنت هنى بن بلى أم عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ( وأبو فكيهة صحابي ) واسمه يسار وهو مولى بنى عبد الدار كما في الروض * قلت أسلم قديما وعذب في الله وهاجر ومات قبل بدر ( و ) من المجاز ( هو فكه بأعراض الناس ككتف ) أي ( يتلذذ باغتنابهم و ) في الاساس ( قوله تعالى فظلتم تفكهون تهكم أي تجعلون فاكهتكم قولكم انا لمغرمون ) فالتفكه هنا تناول الفاكهة .
غير أنه أخرجه على سبيل التهكم ( أو تفكه هنا بمعنى ألقى الفاكهة عن نفسه ) وتجنب عنها ( قاله ابن عطية ) في تفسيره * ومما يستدرك عليه رجل فيكهان طيب النفس مزاح عن أبى زيد وأنشد إذا فيكهان ذو ملاءو لمة * قليل الاذى فيما يرى الناس مسلم