إذا أَدْغَمتَ قلت : اسَّمَّعَ وقرأ الكوفيُّون غيرِ أبي بكرٍ : " لا يَسَّمَّعون " بتشديد السينِ والميم وفي الصحاح : يقال : تَسَمَّعْت إليه وسَمِعْتُ إليه وسَمِعْتُ له كلُّه بمعنى واحدٍ ؛ لأنّه تعالى قال : " وقالوا لا تَسْمَعوا لهذا القُرآنِ " وقُرِئَ : " لا يسمَعُون إلى الملإِ الأَعْلى " مُخَفّفاً . والسَّمْعَة : فَعْلَةٌ من الإسْماعِ وبالكَسْر : هَيْئَتُه يقال : أَسْمَعْتُه سَمْعَةً حَسَنَةً . قولُهم : سَمْعَكَ إليَّ أي اسْمَعْ منِّي وكذلك سَمَاعِ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وسيأتي سَماع للمُصنِّف في آخرِ المادّة . وقالوا : ذلك سَمْعَ أُذُنِي بالفَتْح ويُكسَر وسَماعَها وسَماعَتَها أي إسْماعَها قال : .
سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ إنِّي ... أعوذُ بخَيرِ خالِكَ يا ابنَ عَمْرِو أَوْقَع الاسمَ مَوْقِعَ المصدرِ كأنّه قال : إسْماعاً عنِّي قال : .
" وبعدَ عَطائِكَ المائَةَ الرِّتاعا قال سيبويه : وإنْ شِئتَ قلتَ : سَمْعَاً قال سيبويه أيضاً : ذلك إذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ غير المستعملِ إظْهارُه . وقالوا : أَخَذْتُ ذلك عنه سَمْعَاً وسَماعاً جاءوا بالمصدرِ على غيرِ فِعلِه وهذا عندَه غيرُ مُطَّرِدٍ . وقالوا : سَمْعَاً وطاعةً مَنْصُوبانِ على إضمارِ الفِعلِ والذي يُرفَعُ عليه غيرُ مُستَعمَلٍ إظهارُه كما أنّ الذي يُنصَب عليه كذلك ويُرفَع أيضاً فيهما أي أَمْرِي ذلك فرفع في كلِّ ذلك . وسَمْعُ أُذُني فلاناً يقول ذلك وسَمْعَةُ أُذُني ويُكسَران . قال اللِّحْيانيّ : ويقال : أُذُنٌ سَمْعَةٌ بالفَتْح ويُحَرَّك وَكَفَرْحَةٍ وشَريفَةٍ وشَريفٍ وسامِعَةٌ وسَمّاعَةٌ وسَمُوعٌ كصَبُورٍ وجَمعُ الأخيرة : سُمُعٌ بضمَّتَيْن . يقال : ما فَعَلَه رِياءً ولا سَمْعَةً بالفَتْح ويُضمُّ ويُحرّك وهي ما نُوِّه بذِكرِه ليُرى ويُسمَع ومنه حديثُ عمرَ رَضِيَ الله عنه : من الناسِ من يُقاتِلُ رِياءً وسُمْعَةً ومنهم من يقاتلُ وهو ينوي الدُّنيا ومنهم من أَلْحَمه القتالُ فلم يَجِدْ بُدَّاً ومنهم من يقاتلُ صابِراً مُحتَسِباً أولئكَ هم الشُّهداءُ . والسُّمْعَة : بمعنى التَّسْميع كالسُّخْرَةِ بمعنى التَّسْخير . ورجلٌ سِمْعٌ بالكَسْر : يُسْمَع أو يقال : هذا امرؤٌ ذو سِمْعٍ بالكَسْر وذو سَماعٍ إمّا حسَنٌ وإمّا قبيحٌ قاله اللِّحْيانيّ . وفي الدُّعاء : اللهُمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً ويُفتَحان وكذا سِمْعٌ لا بِلْغٌ بكسرِهما ويُفتَحان ففيه أَرْبَعةُ أَوْجُهٍ ذَكَرَ أحدَها الجَوْهَرِيّ وهو سِمْعاً لا بِلْغاً بالكَسْر مَنْصُوباً أي يُسمَعُ ولا يَبْلُغ أو يُسمَعُ ولا يُحتاجُ إلى أن يُبَلَّغ أو يُسمَعُ به ولا يَتِمُّ الأخيرُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ أو هو كلامٌ يقولُه من يَسْمَعُ خَبَرَاً لا يُعجِبُه قاله الكسائيّ أي أَسْمَعُ بالدَّواهي ولا تَبْلُغُني . والمِسْمَع كمِنبَرٍ : الأُذُن وقيل : خَرْقُها وبها شُبِّه حَلْقَةُ مِسْمَعِ الغَرب كما في المُفردات يقال : فلانٌ عظيمُ المِسْمَعَيْن أي عظيمُ الأُذُنَيْن وقيل للأُذُن : مِسْمَعٌ ؛ لأنّها آلَةٌ للسَّمْع كالسَّامِعَة قال طَرَفَةُ يصفُ أُذُني ناقَتِه : .
مُؤَلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهِما ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ كما في الصحاح ج : مَسامِعُ ورُوِيَ أنّ أبا جهلٍ قال : إنّ محمداً قد نَزَلَ يَثْرِبَ وإنّه حَنِقٌ عليكم ؛ نَفَيْتُموه نَفْيَ القُرادِ عن المَسامِع . أي أَخْرَجْتُموه إخراجَ استِئْصالٍ ؛ لأنّ أَخْذَ القُراد عن الدّابَّةِ هو قَلْعُه بكُلِّيَتِه والأُذُن أخَفُّ الأعضاءِ شعراً بل أكثرُها لا شَعَرَ عليه فيكون النَّزْعُ منها أَبْلَغ . قال الصَّاغانِيّ : ويجوزُ أن يكونَ المَسامِعُ جَمْعَ سَمْعٍ على غيرِ قِياسٍ كمَشابِه ومَلامِح في جَمْعَى : شِبه ولَمْح . منَ المَجاز : المِسْمَع : عُروَةٌ تكون في وسَطِ الغَربِ يُجعَلُ فيها حَبْلٌ ؛ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأنشدَ للشاعرِ وهو أوسٌ وقيل : عَبْد الله بنُ أبي أَوْفَى : .
نُعَدِّلَ ذا المَيْلِ إنْ رامَنا ... كما عُدِّلَ الغَرْبَ بالمِسْمَعِ