والرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ : الحَبْرُ بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ : الرَّبَّانِيُّ : الذي يَعْبُدُ الرَّبَّ قال شيخُنَا : ويوجدُ في نُسخ غريبةٍ قديمة بعد قوله " الحَبْرُ " ما نَصَّه : مَنْسُوبٌ إلى الرَّبَّانِ وفَعْلاَنُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ مَكْسُورِ العَيْنِ كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ ومِنْ فَعَلَ مَفْتُوحِ العَيْن قَلِيلاً كَنَعْسَانَ إلى هنا أَوْ هُوَ مَنْسُوبٌ إلى الرَّبِّ أَيِ اللهِ تعالَى بزيادَةِ الأَلِف والنونِ للمُبَالَغَةِ وقال سيبويه : زادُوا أَلفاً ونُوناً في الرَّبَّانِيِّ إذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه كأَنَّ مَعْنَاهُ صاحبُ عِلْمٍ بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إلهِيٌّ ونُونُه كلِحْيَانِيّ وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ فإذا نَسَبُوا إلى الشَّعْرِ قالوا : شَعِرِيُّ وإلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ وإلى اللِّحْيَة لِحْيِيّ والرِّبِّيُّ المنسوب إلى الرَّبّ والرَّبَّانِيُّ : الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ وفي التنزيل " كُونُوا رَبَّانِيِّينَ " قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللهِ : أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ قال أَبو عُبيدٍ : سمعتُ رجلاً عالِماً بالكُتُبِ يقولُ : الرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ والأَمْرِ والنَّهْيِ قال : والأَحْبَارُ : أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ومَا كَانَ ويَكُونُ أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ قاله أَبو عُبَيْد وزَعَمَ أَنَّ العربَ لا تعرفُ الرَّبَّانِيِّينَ وإنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ .
وَطَالَتْ مَرَبَّتُهُ النَّاسَ ورِبَابَتُه بالكِسْرِ أَي مَمْلَكَتُهُ قال عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة : .
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إلَيْكَ رِبَابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ ويُرْوى : رَبُوبُ بالفَتْحِ قال ابن منظور : وعِنْدِي أَنَّه اسمٌ للجَمْع . وإنَّه مَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبَةِ أَي مَمْلُوكٌ والعِبَادُ مَرْبُوبُونَ للهِ عَزَّ وجَلَّ أَي مَمْلُوكُونَ .
ورَبَّهُ يَرُبُّه كان له رَبًّا .
وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ : ادَّعَى أَنَّهُ رَبُّهُمَا .
ورَبَّ النَّاسَ يَرُبُّهُمْ : جَمَعَ ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَيَرُبُّهُ أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ وفُلاَنٌ مَرَبٌّ أَي مَجْمَعٌ يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم .
ومن المجاز : رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ يَرُبُّهَا رَبًّا وَرِبَاباً ورِبَابَةً - حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ - ورَبَّبَهَا : نَمَّاهَا وزَادَهَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا .
ورَبَّ بالمَكَانِ : لَزِمَ قال : .
" رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ ومَرَبُّ الإِبِلِ : حَيْثُ لَزِمَتْهُ . ورَبَّ بالمَكَانِ قال ابن دريد : أَقَامَ به كَأَرَبَّ في الكُلِّ يقال أَرَبَّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا : لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ بِه فهي إبِلٌ مَرَابُّ : لَوَازِمُ وأَرَبَّ فلانٌ بالمكان وأَلَبَّ إرْبَاباً وإلْبَاباً إذا أَقَامَ به فلم يَبْرَحْهُ وفي الحديث : " اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ مُرِبٍّ " قال ابنُ الأَثِيرِ : أَوْ قَالَ مُلِبٍّ أَي لاَزِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ من أَرَبَّ بالمَكَانِ وأَلَبَّ إذا أَقَامَ به ولَزِمَه وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ .
وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ : دَامَتْ .
ومن المجاز : أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ : دَامَ مَطَرُهَا .
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ : لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَتْهُ .
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا : لَزِمَتْه وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ : لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ وهِي مُرِبُّ كذلك هذه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عن أَبي زيد .
ورَبَّ الأَمْرَ يَرُبُّهُ رَبًّا ورِبَابَةً : أَصْلَحًَهُ ومَتَّنَهُ أَنشد ابن الأَنباريّ : .
يَرُبُّ الذي يَأْتِي مِنَ العُرْفِ إنَّهُ ... إذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا