ومن المجاز : رَبَّ الدُّهْنَ : طَيَّبَهُ وأَجَادَهُ كَرَبَّبَه وقال اللِّحْيَانيّ : رَبَبْتُ الدُّهْنَ : غَذَوْتُهُ باليَاسَمِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إذا رُبِّبَ الحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ .
ورَبَّ القَوْمَ : سَاسَهُمْ أَي كان فَوْقَهُمْ وقال أَبو نصر : هو مِن الرُّبُوبِيَّةِ وفي حديث ابن عبّاس مع ابن الزُّبير " لأَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ " أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ يَعْنِي بَنِي أُمّيَّةَ فإنَّهُمْ إلى ابنِ عبّاسٍ أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبَيْرِ .
وَرَبَّ الشَّيْءَ : مَلَكَهُ قال ابن الأَنْبَاريّ : الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ يَكُونُ الرَّبُّ : المَالِكَ ويكونُ الرَّبُّ : السَّيِّدَ المُطَاعَ ويَكُونُ الرَّبُّ : المُصْلِحَ وقولُ صَفْوَانَ : " لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ " أَي سَيِّدٌ يَمْلِكُنِي .
ورَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ الزِّقَّ يَرُّبُّهُ رَبًّا بالفَتْحِ ويُضَمُّ : رَبَّاهُ بالرُّبِّ أَي جَعَلَ فيه الرُّبَّ ومَتَّنَه بهِ وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قال : .
" سَلالَهَا في أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ أَي غيرِ مُصْلَحٍ وفي لسان العرب : رَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ أَرُبُّهُ رَبَّا أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ : رَبَبْتُه : دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه قال عمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته وكانت تُؤْذِي ابْنَهُ عَرَاراً : .
" وإنَّ عَرَاراً إنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍفَإنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ .
فإنْ كُنْتِ مِنّي أَوْتُرِيدِينَ صُحْبَتِي ... فكُونِي له كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ يقولُ لزوجته : كُونِي لولدِي عَرَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ لأَنَّ النِّحْيَ إذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه ومَنَعَ السمنَ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه .
ورَبَّ وَلَدَهُ والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبًّا : رَبَّاهُ أَي أَحْسَنَ القِيام عليه وَوَلِيَهُ حَتَّى أَدْرَك أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ كرَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً كتَحِلّةٍ عن اللحْيَانيّ وارْتَبَّه وتَرَبَّبَهُ ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً وأَنشد اللحْيَانيّ : .
تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لاَ تُضِيعُ سِخَالَهَا ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إذَا رَبَّى يَتِيماً عن أَبي عمرو .
وفي الحديث " لَكَ نِعْمَةٌ تَرُبُّهَا أَي تحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه وفي حديث ابنِ ذِي يضزَن : .
" أُسْدٌ تُرَبِّبُ في الغَيْضَاتِ أَشْبَالاَ أَي تُرَبِّي وهو أَبْلَغُ منه ومن تَرُبُّ بالتَّكْرِير الذِي فيه وقال حسان بن ثابت : .
ولأَنْتِ أَحْسَنُ إذْ بَرَزْتِ لَنَا ... يَوْمَ الخُرُوجِ بسَاحَةِ القَصْرِ .
مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ ... مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ يَعْنِي الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ في قَعْرِ المَاء وزَعَمَ ابنُ دريد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ لغةٌ فيه قال : وكذلك كلُّ طِفْلٍ مِنَ الحيوان غيرِ الإِنسان وكان ينشد هذا البيت : .
" كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ الماضِي مكسورٌ كما ذهب غليه سيبويهِ في هذا النحو قال : وهي لغة هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ قلتُ : وهو قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه : .
" مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهْ ومن المجاز : الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَرَبِيبٌ وكذلك الفرسُ .
ومن المجاز أَيضاً : ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا : ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قليلاً حتى يَنَامَ كذا في الأَسَاس والمَرْبُوبُ المُرَبَّى وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ :