والرُّبُوبِيَّةُ بالضَّمِّ كالرِّبَابَةِ : وعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ وحكى أَحمد ابن يحيى لاَوَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً لا أَفْعَلُ أَي لاَ وَرَبِّكَ أَبْدَلَ البَاءَ يَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْءٍ : مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ أَوْ صَاحِبُهُ يقال : فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ أَي مِلْكُه لَهُ وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فهو رَبُّهُ يقال : هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ ورَبُّ الدَّارِ وفُلاَنَةُ رَبَّةُ البَيْتِ وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجَالِ وفي حديث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ورَبَّهَا أَرادَ به المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه في الحَسَبِ كَأَبِيهِ أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ في النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي وفي حديث إجَابة الدَّعْوَةِ " اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ " أَي صَاحِبَهَا وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ في أَهْلِهَا والعَمَلِ بها والإِجَابَةِ لَهَا وفي حديث أَبي هريرةَ " لاَ يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ : رَبِّي " كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لِمُشَارَكَةِ اللهِ في الرُّبُوبيَّة فَأَمَّا قوله تعالَى " اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَإنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ وعلى ما كانُوا يُسَمُّونَهُمْ به وفي ضَالَّةِ الإِبِلِ " حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا " فإن البَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبّدَةٍ وَلاَ مُخَاطَبَةٍ فهي بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ التي تَجُوزُ إضَافَةُ مالِكِها إليها وقولُه تعالى " ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عَبْدِي " فِيمَنْ قَرَأَ به مَعْنَاهُ - واللهُ أَعْلَمْ - ارْجِعي إلى صَاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ فادخُلِي فيهِ وقال D " إنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ " قال الزجاج : إنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاي قال : ويَجُوزُ أَنْ يكونَ : اللهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ج أَرْبَابٌ ورُبُوبٌ .
والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ المُعَلِّمُ الذي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ قبلَ كِبَارِهَا وقال مُحَمَّدُ بنُ عضلِيٍّ ابنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بنُ عَبَّاسٍ " اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ " وَرُوِي عن عَلِيٍّ أَنَّه قَالَ " النَّاسُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتباعُ كُلِّ نَاعِقٍ " والرَّبَّانِيُّ : العَالِمُ الرَّاسِخُ في العِلْمِ والدِّينِ أَو العَالِمُ العَامِلُ المُعَلِّمُ أَو العالِي الدَّرَجَةِ في العِلْمِ وقيلَ : الرَّبَّانِيُّ : المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللهِ تَعَالَى .
ومُوَفّقُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلاَءِ الرَّبَّانِيُّ المُقْرِئ كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّ