والحَدْبُ : المُدَافَعَةُ يقالُ : حَدَبَ عَنْهُ كَضَرَبَ إذَا دَافَعَ عنه ومَنَعَه حَكَاهُ غَيْرُ واحِدٍ نَقَلَه شيخُنَا وقال الشيخُ ابنُ بَرِّيّ : وَجَدْتُ حَاشِيَةً مَكْتُوبَةً لَيْسَتْ من أَصْلِ الكِتَابِ حَدَبْدَبَى اسْمُ لُعْبَةٍ لِلنَّبِيطِ وأَنْشَدَ لِسَالِمِ بنِ دَارَةَ يَهْجُو مُرَّةَ ابنَ رافِعٍ الفَزَارِيَّ .
" حَدَبْدَبَى حَدَبْدَبَى يَا صِبْيَانْ .
" إنَّ بَنِي فَزَارَةَ بنِ ذُبْيَانْ .
" قَدْ طَرَّقَتْ نَاقَتُهُمْ بِإنْسَانْ .
" مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْقِ الرَّحْمَنْ قال الصاغانيّ : والعَامَّةُ تجعلُ مكانَ الباءِ الأُولى نُوناً ومكانَ الباءِ الثانيةِ لاماً وهو خَطَأٌ وسيأْتي في حدبد ومما يستدركُ عليه : حُدْبَانُ بالضَّمِّ : جَدُّ رَبِيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ كَذَا ضبَطه الحافظُ ح د ر ب .
وحِدْرِبٌ بالكسر أَبو : قَبِيلَةٍ من كُبَرَاءِ سَوَاكِنَ ومُلُوكِهَا والنِّسْبَة : حِدْرِبِيٌّ والجَمْعُ : حَدَارِبَةٌ وقدِ انْقَرَضَتْ دَوْلَتُهُمْ بعد السِّتِّين وتِسْعِمَائة ذَكَره شيخُنَا والمقريزي .
ح ر ب .
الحَرْبُ نَقِيضُ السَّلْمِ م لِشُهْرَتِهِ يَعْنُونَ به القِتَالَ والذي حَقَّقَه السُّهَيْلِيُّ أَنَّ الحَرْبَ هو التَّرَامِي بالسِّهَامِ ثُمَّ المُطَاعَنَةُ بالرِّمَاحِ ثمَّ المُجَالَدَة بالسُّيُوف ثُمَّ المُعَانَقَةُ والمُصَارَعَةُ إذا تَزَاحَمُوا قاله شيخنا وفي اللسان : والحَرْبُ أُنْثَى وأَصْلُهَا الصِّفَةُ هذَا قَوْلُ السِّيرَافِيّ وتصغيرُهَا حُرَيْبٌ بغيرِ هَاءٍ روايةً عن العرب لأَنَّهُ في الأَصل مصدرٌ ومِثْلُهَا ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ أُنْثَى كل ذلك يُصَغَّرُ بغيرِ هاءٍ وحُرَيْبٌ : أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الوَزْنِ وقَدْ تُذكَّرُ حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد : .
" وهْوَ إذَا الحَرْبُ هَفَا عُقَابُهُ .
" كَرْهُ اللِّقَاءِ تَلْتَظِي حِرَابُهُ قال : والأَعْرَفُ تَأْنِيثُهَا وإنَّما حِكَايَةُ ابنِ الأَعْرَابِيّ نادِرَةٌ قال : وعندي أَنه إنَّمَا حَمَلَه على مَعْنَى القَتْلِ أَوِ الهَرْجِ وج حُرُوبٌ ويقال : وَقَعَتْ بَيْنَهُم حَرْبٌ وقامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ وقال الأَزهريّ : أَنَّثُوا الحَرْبَ لأَنهم ذهبوا بها إلى المُحَارَبَةِ وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ يُذْهَبُ بهما إلى المُسَالَمَةِ فتُؤَنَّثُ .
وَدَارُ الحَرْبِ : بِلاَدُ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ صُلْحَ بَيْنَنَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ وَبَيْنَهُمْ وهو تَفْسِيرٌ إسْلاَمِيٌّ .
وَرَجُلٌ حَرْبٌ كَعَدْلٍ وَمِحْرَبٌ بكسر الميم ومِحْرَابٌ أَي شَدِيدُ الحَرْبِ شُجَاعٌ وقيل : مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ : صاحِبُ حَرْبٍ وفي حديث عليّ كرّم الله وجهه : " فابْعَث عَلَيْهِمْ رَجُلاً مِحْرَاباً " أَي معروفاً بالحَرْبِ عارِفاً بِهَا والمِيمُ مكسورةٌ وهو من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ كالمِعْطَاءِ مِنَ العَطَاءِ وفي حديث ابنِ عباسٍ قال في عَلِيٍّ " مَا رَأَيْتُ مِحْرَباً مِثْلَهُ " ورَجُلٌ مِحْرَبٌ : مُحَارِبٌ لِعَدُوِّهِ ويقالُ : رَجُلٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحَارِبٌ وإنْ لَمْ يَكُنْ مُحَارِباً يُسْتَعْمَلُ للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ والوَاحِدِ قال نُصَيْبٌ .
" وَقُولاَ لَهَا يَا أُمَّ عُثْمَانَ خُلَّتِيأَسِلْمٌ لَنَا فِي حُبِّنَا أَنْتِ أَمْ حَرْبُ وقَوْمٌ حَرْبٌ ومِحْرَبَةٌ كَذَلِكَ وأَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنِي أَي عَدُوٌّ وفُلاَنٌ حَرْبُ فُلاَنٍ أَي مُحَارِبُهُ وذَهَبَ بعضُهم إلى أَنّه جَمْعُ حَارِبٍ أَوْ مُحَارِبٍ على حَذْفِ الزَّوَائِدِ وقولُه تعالَى : " فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ ورَسُولِهِ " أَي بَقَتْلٍ وقولُه تعالَى : " الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ " أَي يَعْصُونَهُ .
وَحَارَبَهُ مُحَارَبَةً وحِرَاباً وتَحَارَبُوا واحْتَرَبُوا وحَارَبُوا بِمَعْنًى .
والحَرْبَةُ بفَتْحٍ فسُكُونٍ : الآلَةُ دُونَ الرُّمْحِ ج حِرَابٌ قال ابنُ الأَعرابيِّ : ولا تُعَدُّ الحَرْبَة في الرِّمَاحِ وقال الأَصمعيُّ : هو العَرِيضُ النَّصْلِ ومثلُه في المَطَالع