والحُدَيْبِيَةُ مُخَفَّفَةً كدُوَيْهِيَةٍ نقَلَه الطُّرْطُوشِيُّ في التفسير وهو المنقول عن الشافعيّ وقال أَحْمَدُ بنُ عِيسَى : لاَ يَجُوزُ غيرُهُ وقال السُّهَيْلِيُّ : التَّخْفِيفُ أَكْثَرُ عندَ أَهلِ العربية وقال أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ : سأَلتُ كلَّ مَنْ لَقيتُ ممن وَثِقْتُ بعِلْمِه من أَهلِ العَرَبِيّة عنِ الحُدَيْبِيةِ فلم يَخْتَلِفوا علَى أَنَّهَا مُخففَةٌ ونقَلَه البَكْرِيُّ عنِ الأَصمعيِّ أَيضاً ومِثْلُه في المَشَارِق والمَطَالِع وهو رأْيُ أَهْلِ العِرَاقِ وقَدْ تُشَدَّدُ يَاؤُهَا كما ذَهَب إليه أَهلُ المَدِينَةِ بَلْ عامَّةُ الفُقَهَاءِ والمُحَدِّثِينَ وقال بعضُهُم : التَّخْفِيفُ هو الثَّابِتُ عند المُحَقِّقِينَ والتثقيلُ عندَ أَكْثَرِ المُحَدِّثِينَ بل كثيرٌ من اللُّغَوِيِّينَ والمُحَدِّثِينَ أَنْكَرَ التخفيفَ وفي العناية : المُحَقِّقُونَ على التَّخْفِيفِ كما قاله الشافعيُّ وغيرُه وإن جَرى الجمهورُ على التشديدِ ثم إنهم اختلفوا فيها فقال في المصباح : إنَّهَا بِئرٌ قُرْبَ مَكَّةَ حَرَسَهَا الله تعالى على طَرِيقِ جُدَّةَ دُونَ مَرْحَلَةٍ وجَزَمَ المُتَأَخِّرُونَ أَنها قَرِيبَةٌ من قَهْوَة الشُّمَيْسِيّ ثم أُطلِق على المَوْضِعِ ويقال : بعضُها في الحِلِّ وبعضُهَا في الحَرَمِ انتهى ويقال : إنَّهَا وادٍ بَيْنَهُ وبينَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَميالٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلاً على طريق جُدَّةَ ولذا قيل : إنَّهَا على مَرْحَلَة من مَكَّةَ أَو أَقلَّ من مَرْحَلَةٍ وقيل : إنها قَرْيَةٌ ليست بالكَبِيرَةِ سُمِّيَتْ بالبِئرِ التي هُنَاكَ عندَ مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ وبينَهَا وبينَ المَدِينَةِ تِسْعُ مَرَاحِلَ ومَرْحَلَةٌ إلى مكةَ وهي أَسْفَل مَكَّةَ وقال مالك : وهي من الحَرَمِ وحَكَى ابنُ القَصَّارِ أَنَّ بعضَها حِلٌّ أَو سُمِّيَتْ لِشَجَرَةٍ حَدْبَاءَ كانت هُنَاكَ وهي التي كانت تَحْتَهَا بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ .
والحُدَيْبَاءُ تَصْغِيرُ الحَدْبَاءِ : مَاءٌ لِجَذِيمَةَ .
وتحَدَّبَ بِهِ : تَعَلَّقَ والمُتَحَدِّبُ المُتَعَلِّقُ بالشَّيْءِ المُلازِمُ له .
وتَحَدَّبَ عَلَيْهِ : تَعَطَّفَ وحَنَا وتَحَدَّبَتِ المَرْأَةُ أَي لم تَتَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ أَي أَقَامَتْ من غيرِ تَزْوِيجٍ وعَطَفَتْ عَلَى وَلَدِهَا كحَدِبَ بالكَسْرِ يَحْدَبُ مَفْتُوحَ المُضَارِعِ حَدَباً فهو حَدِبٌ فيهما أَي في المعنيينِ وحَدِبَتِ المَرْأَةُ على وَلَدِهَا كتَحَدَّبَتْ قال أَبُو عَمْرٍو : الحَدَأَ : مِثْلُ الحَدَبِ حَدِئْتُ عَلَيْهِ حَدَأً وَحَدِبْتُ عَلَيْهِ حَدَباً أَي أَشْفَقْتُ عليه وفي حديث عليٍّ يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ رضيَ الله عنهما " وأَحْدَبُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ " أَيْ أَعْطَفُهُمْ وأَشْفَقُهُم مِنْ حَدِبَ عَلَيْهِ يَحْدَبُ إذَا عَطَفَ ومنه قولُهم : الحَدَبُ عَلَى حَفَدَةِ العِلْمِ والأَدَب .
والحَدْبَاءُ في قصيدة كَعْبِ بن زُهير : .
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ ... يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ يُرِيدُ على النَّعْشِ وقيل : أَرادَ بالآلَةِ الحَالَةَ وبالحَدْبَاءِ الصَّعْبةَ الشَّدِيدَةَ ويقالُ : المُرْتَفِعَة .
ومن المَجَازِ : حُمِلَ عَلى آلَةٍ حَدْبَاءَ وكَذَا سَنَةٌ حَدْبَاءُ : شَدِيدَةً بَارِدَةٌ وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ .
والحَدْبَاءُ أَيْضاً : الدَّابَّةُ التي بَدَتْ حَرَاقِفُهَا وعَظْمُ ظَهْرِها والحَرَاقِفُ : جَمْعُ حَرْقَفَةٍ وهي رَأْسُ الوَرِكِ وفي الأَساس : ومن المجاز : دَابَّةٌ حَدْبَاءُ : بدَتْ حَرَاقِفُهَا مِنْ هُزَالِهَا انتهى وفي اللسان : وكذلكَ يقالُ : حَدْبَاءُ حِدْبِيرٌ وحِدْبَارٌ ويقال هُنَّ حُدْبٌ حَدَابِيرُ انتهى أَي ضُمَّ إلى حُرُوفِ الحدب حَرْفٌ رابعٌ فَرُكِّبَ منها رُبَاعِيٌّ كذا في الأَساس .
وَوَسِيقٌ أَحْدَبُ : سَرِيعٌ قال : .
" قَرَّبهَا ولَمْ تَكُنْ تَقَرَّبُ .
" مِنْ أَهْلِ نَيَّانَ وَسِيقٌ أَحْدَبُ كذا في اللسان