قاله الجوهريّ وفي لسان العرب ورَمَاهُ بالجَرِيبِ أَي الحَصَى الذي فيه التُّرَابُ قال وأُراه مُشْتَقًّا منَ الجِرْبِيَاءِ وقِيلَ لاْبنَةِ الخُسِّ : مَا أَشَدُّ البَرْدِ ؟ فَقَالَتْ شَمْأَلٌ جِرْبِيَاءُ تَحْتَ غبِّ سَمَاءٍ . والجِرْبِيَاءُ أَيضاً : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ واسمٌ للأَرْضِ السابعةِ كما أنّ العِرْبِيَاءَ اسمٌ للسماء السابعة وِجُرُبَّانُ القَمِيص بالكَسْرِ والضَّمِّ أَي في أَوَّلهِ مع سُكُونِ الراء كما هو المُتَبَادِرُ من عبارتهن ومِثلُه في الناموس قال شيخنا : والمشهور فيه تشديدُ الباءِ وضبطُ الرَّاء تابعٌ للجيم إن ضُمَّ ضُمَّت وإن كُسِرَ كُسِرَت والذي في لسان العرب : وجِرِبّان الدِّرْعِ والقميصِ أَي كسحبان : جَيْبُه وقد يقال بالضمّ وبالفارسية كَرِيبَان وجُرُبَّانُ القَمِيصِ بالضم أَي مع تشديد الراءِ : لَبِنَتُهُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ وفي حديث قُرَّةَ المُزَنِيِّ : " أَتَيْتُ النَّبيَّ A فَأَدْخَلْتُ يَدي في جُرُبَّانِهِ " بالضم أي مشدَّداً هو جَيْبُ القَمِيصِ والأَلفُ والنُّونُ زَائِدَتَانِ وفي المجمل : الجِرِبَّانُ بكسر الجِيم والرَّاءِ وتشديدِ البَاءِ للقميصِ قال شيخُنَا : والذِي في أُصولٍ صحيحةٍ من القَامُوس : جرباء ممدوداً في الأَول وبالنون بعد الأَلف في الثاني ثم قال بعدما نَقَلَ من الصحاح والمجملِ : إنَّ المَدَّ تصحيفٌ ظاهرٌ فلم أجد في النُّسخ مع كثرتها وتعدُّدِهَا عندي لا في نسخة صحيحةٍ ولا سقيمة فضلاً عن الأُصول الصحيحة وأَظن - والله أعلمُ - هذا من عِنْدِيَّاتِه أَو سهوٌ من ناسخِ نُسخته وأَنت خبير بأَن هذا وأمثال ذلك لا يُؤَاخذ به المؤلفُ ثم قال : وأَغْرَبُ منه قولُ الخَفَاجِيّ في العِنَايَةِ : جَرِبَّانُ القَمِيصُ أَي طَوْقُه بفتح الجيم وكَسْرِ الراءِ وشَدِّ الباءِ فإنه إنْ صَحَّ فَقَدْ أَغفَلَه أَربابُ التأْليفِ وإلا فهو سَبْقُ قَلَم صوابُه بكسر الجيم إلخ .
قلت : القِيَاسُ مع الخَفَاجِيِّ فإنه هكذا هو مضبوط بالفَارسيّة على الأَفصح كَرِبيان بفتح الأَول وكسر الثاني فلما عُرِّبَ بَقي مَضبوطاً على حالِه ثم رأَيْتُ في المحكم مثلَ ما ذكرنا والحمد لله على ذلك .
وجُرْبَانُ السَّيْفِ كعُثْمَان وجُرُبَّانُه مضموماً مُشَدَّداً : حَدُّه أَو شيءٌ مَخْرُوزٌ يُجْعَلُ فيه السَّيْفُ وغِمْدُه وحَمَائِلُه وعلى الأَوّلِ أنشد للراعي : .
وعَلَى الشَّمَائِلِ أَنْ يُهَاجَ بِنَا ... جُرْبَانُ كُلِّ مُهَنَّدٍ عَضْبِ وقال الفرّاءُ : الجُرُبَّانُ أَي مضموماً مُشدداً : قِرَابُ السَّيفِ الضَّخْمُ يكون فيه أَداةُ الرَّجُلِ وسَوْطُه وما يَحْتَاج إليه وفي الحديث : " والسَّيْفُ في جُرُبَّانِهِ " أَي غِمْدِه كذا في لسان العرب .
وجَرَّبَهُ تَجْرِيباً على القياس وتَجْرِبَةً غيرَ مَقِيسٍ : اخْتَبَرَه وفي المحكم : التَّجْرِبَةُ منَ المَصَادِرِ المَجْمُوعَةِ ويجمع على التَّجَارِب والتجارِيب قال النابغة : .
" إلَى اليَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ وقال الأعشى : .
كَمْ جَرَّبُوهُ فَما زَادَتْ تَجَارِبُهُم ... أَبَا قُدامَةَ إلاَّ المَجْدَ والفَنَعَا فإنه مَصدرٌ مجموع مُعْمَلٌ في المفعول به وهو غَريبٌ كذا في المحكم وقد أَطالَ في شرح هذا البيت فَرَاجِعْه