الشُّعُوفُ : الوَلُوعُ بالشيْءِ حَتَّى لا يَعْدِلَ عَنْه . وأمَّا الثاني فقال أَبو زَيْد في كتابه الهوشن والبوثن : يقال : إنَّ فُلاناً لرَجلٌ لو كان له ذُكْرَة . أَي ذِكْرٌ أَي صِيتٌ . نقله ابنٌ سِيدَه . ومن المَجَاز : الذِّكْر : الثَّنَاءُ ويكون في الخَيْر فَقَط فهو تَخْصِيصٌ بعد تَعْمِيم ورجلٌ مَذْكُور أَي يُثْنَى عَليه بخَيْر . ومن المَجَاز : الذِّكْر : الشَّرَفُ . وبه فُسِّر قوله تعالى : " وإنه لَذِكْرٌ لكَ ولِقَوْمِك " أَي القُرْآن شَرَفٌ لك ولَهُم . وقوله تعالى : " ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك " أَي شَرَفَك . وقيل : معناه : إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي . والذِّكْر : الصلاةُ لِله تَعَالَى والدُّعاءُ إِليه والثَّنَاءُ عليه . وفي الحَدِيث " كَانَتِ الأنبياءُ عَلَيْهِم السلامُ إِذَا حَزَبَهم أمرٌ فَزِعوا إلى الذِّكْر " أَي إلى الصلاة يَقُومون فيُصَلُّون . وقال أبو العَبّاس : الذِّكْر : الطَّاعَة والشُّكْر والدُّعَاءُ والتَّسْبِيح وقِراءَةُ القرآنِ وتَمْجِيدُ اللله وتَسْبِيحُه وتَهْليلُه والثَّناءُ عَلَيْه بجَمِيع مَحامِده . والذِّكْرُ : الكِتَابُ الذي فيه تَفْصِيلُ الدِّين ِووَضْعُ المِلَلِ وكُلُّ كِتابٍ من الأنْبِيَاءِ ذِكْرٌ ومنه قوله تعالى : " إنا نَحْنُ نَزَّلْنا الذِّكْرَ وإنّا لَهُ لَحَافِظُون " قال شيخُنا : وحُمِل على خُصُوص القُرآنِ وَحْدَه أيضاً وصُحِّحَ . والذّكْر مِنَ الرّجالِ : القَوِيُّ الشُّجَاعُ الشَّهْم الماضِي في الأُمور الأبِيُّ الأنِفُ وهو مَجازٌ . هكذا في سَائِر الأُصول ولا أَدْرِي كيف يَكُونُ ذلك . ومُقْتَضى سِياق ما في أُمَّهاتِ اللُّغِة أنه في الرجال والمَطَرِ والقَول الذَّكَر مُحَرَّكة لا غير يقال : رَجُلٌ ذَكَرٌ ومَطَرٌ ذَكَرٌ وقَوْلٌ ذَكَرٌ . فليحقّقِ ذلك ولا إِخال المُصَنّف إلاّ خالَفَ أو سَها وسبحانَ من لا يَسْهُو ولم يُنبِّه عليه شيخُنا أيضاً وهو منه عَجِيب . والذَّكَر : من المَطَر : الوابِلُ الشَّدِيدُ . قال الفرزدق : .
فرُبَّ رَبِيع بالبَلالِيقِ قد رَعَتْ ... بمُسْتَنِّ أَغْياثٍ بُعَاقٍ ذُكُورُها وفي الأَساس : أَصابت الأرضَ ذُكُورُ الأسْمِيَة ؛ وهي التي تَجِئُ بالبَرْد الشَّدِيد وبالسَّيْل . وهو مَجَاز . والذَّكَر مِنَ القَولِ : الصُّلبُ المَتِينُ وكذا شِعْر ذَكَرٌ أَي فَحْلٌ وهو مَجَاز . ومن المجاز أيضاً : لِي على هذا الأمرِ ذِكْرُ حَقٍّ ذِكْرُ الحَقّ بالكَسْر : الصَّكُّ والجَمْع ذُكُورُ حُقُوقٍ وقيل : ذُكُورُ حَقٍّ . وعلى الثاني اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِىّ أَي الصُّكُوك . وادَّكَرهُ واذَّكَرَه واذْدَكَرَه قَلَبوا تاءَ افْتَعَل في هذا مع الذَّال بغير إدْغام قال : .
تُنْحِي على الشَّوْكِ جُرَازاً مِقْضَبَا ... والهّمُّ تُذْرِيه اذْدِكاراً عَجَبَا